الأربعاء, 23 أبريل 2025 05:48 PM

الكنيسة الكاثوليكية بعد فرنسيس: تحديات جسام وانقسامات تهدد إرث البابا الليبرالي

الكنيسة الكاثوليكية بعد فرنسيس: تحديات جسام وانقسامات تهدد إرث البابا الليبرالي

غوى خيرالله: "من أنا لأحكم عليه… إذا كان الشخص مثلياً ويسعى إلى الرب بحسن نية؟"، هكذا علّق البابا فرنسيس على قضية المثلية الجنسية. ومثل تصريحات أخرى أدلى بها، أثار هذا التعليق موجة من الانقسامات داخل المجتمع الكاثوليكي المعاصر. فمسألة إرث البابا، الذي أعطى طابعاً ليبرالياً للكنيسة، وتأثيره على تاريخها سيحدده خلفه إلى حد كبير. فهل سيسعى إلى البناء على أجندته الليبرالية أم سيفككها؟

الواضح أن البابا 267 سيرث كنيسة منقسمة تواجه عدداً كبيراً من التحديات، هذه أبرزها:

  • انقسام بين المحافظين والليبراليين: في كنيسة سيستين، سيحضر الكرادلة المجمع المقدس لاختيار البابا المقبل. فمن أصل 1.3 مليار كاثوليكي في العالم، سيكون لـ135 كاردينالاً فقط صوت في اختيار خلفه. ومع ذلك، فهم منقسمون. ومن المحتمل أن يتردد صدى الانقسام بين المحافظين والليبراليين داخل جدران هذه الكنيسة خلال المجمع المقدس المقبل.
  • في الحقيقة، يبدي التقليديون في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية استياء من بعض إصلاحات البابا فرنسيس، ومما اعتبروه تعليقات تقدمية بشأن مسائل تراوح بين المثلية الجنسية ودور المرأة والتغير المناخي واللاجئين ودور المجامع والقداس اللاتيني التقليدي في الكنيسة الحديثة.
  • وعلى الرغم من أن بعض المحافظين شعروا بأنه ذهب بعيداً جداً، رأى ليبراليون أنه لم يقم بما يكفي لتغيير عقيدة الكنيسة.
  • وفيما يعتبر النجاح الواسع الذي حققه محافظون في انتخابات عامة حول العالم خلال السنوات الأخيرة، رد فعل عنيفاً ضد الأنظمة الأكثر ليبرالية، بحسب بعض المعلقين، ثمة تكهنات بأن اختيار البابا الجديد قد يتأثر بالاتجاه نفسه، خاصة أن فرنسيس قد انتُخب عام 2013، أي قبل موجة الشعبوية العالمية التي أدت إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وانتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة، وتزايد الدعم للأحزاب اليمينية في دول مثل فرنسا وألمانيا.
  • إذاً، سيتعين على البابا المقبل مناقشة كيفية الحفاظ على وحدة الكنيسة، أي استرضاء الناس خارجياً وداخلياً.
  • قضية العنف الجنسي: سيتعين على خليفة البابا فرنسيس أن يواصل معالجة قضية التعديات الجنسية داخل الكنيسة. ولا يزال الطريق طويلاً. فبينما شرعت دول مثل فرنسا وألمانيا وبلجيكا في طريق الاعتراف وأحياناً تعويض الضحايا، لا تزال العديد من الكنائس الأفريقية والآسيوية تعتبر الموضوع من المحرمات.
  • تراجع الدعوات الكهنوتية: ومن المشاكل المنتشرة مؤخراً بشكل خاص في الغرب، ترك أماكن العبادة وتراجع الدعوات الكهنوتية.
  • في ألمانيا، على سبيل المثال، ترك أكثر من نصف مليون شخص الكنيسة في عام 2022. أما في فرنسا، فإن معمودية البالغين، على الرغم من ارتفاعها، لا تعوض الانخفاض العام في عدد المعمودية.
  • حوكمة أكثر انفتاحاً: ومن الواضح أنه سيتعين على الحبر الأعظم أن يستجيب لمطلب تم التعبير عنه بأغلبية ساحقة، وهو التفكير في مستقبل الكنيسة: مكانة المرأة وظهور كنيسة أكثر شمولاً.
  • كما ستكون قضية السينودسية، أو المناقشة داخل كنيسة ذات حوكمة أكثر انفتاحاً، قضية مستقبلية أيضاً. هذا الموضوع العزيز على قلب البابا فرنسيس سيبقي خلفه منشغلاً: ففي 11 آذار/مارس، مدد الأرجنتيني عمل المجمع حتى عام 2028، ما يفرضه فعلياً على البابا القادم.
  • التعامل مع القضايا الدولية: كما سيتعين على الكنيسة الكاثوليكية ورئيسها الجديد التعامل مع القضايا الدولية، كالحرب في قطاع غزة التي لم يتوقف البابا فرنسيس عن الحديث عنها حتى أنفاسه الأخيرة، داعياً إلى وقف النار وعودة الرهائن.
  • ولكن أيضاً العلاقة المعقدة بين الكنيسة الكاثوليكية وروسيا. وأخيراً، الصين، القوة الوحيدة التي تعيّن الأساقفة بالاشتراك مع روما، بموجب اتفاقية وُقّعت عام 2018 وتجدّد كل سنتين. وارتفعت أصوات كثيرة ضد هذه المعاهدة، خاصة بين أكثر المحافظين.

وسيرث البابا المقبل إذاً كنيسة منقسمة تواجه تحديات جسيمة، وسيحتاج إلى اتخاذ قرارات حاسمة بشأن قضايا مختلفة ستحدد مستقبل الكنيسة وتوجهها.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: