أثار قرار سحب الجنسية الكويتية من الداعية نبيل العوضي جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت والعالم العربي. يحظى العوضي بمتابعة كبيرة، حيث يتابعه 11 مليون شخص على منصة إكس، و2.2 مليون على فيسبوك، و3.1 مليون على إنستغرام.
هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها سحب الجنسية من العوضي، حيث جُرّد منها في عام 2014، قبل أن تُعاد إليه في 2018 بقرار من مجلس الوزراء الكويتي.
في أول تعليق له، كتب العوضي على حسابه في إكس: "بعد كل ضيق وشدّة … غِنىً وسعة!" وأضاف في منشور لاحق: "لا يشقى مَن كانت حياته مع الله ولله".
أعرب نشطاء على مواقع التواصل عن استنكارهم للقرار، وعزا البعض ذلك إلى تضامن العوضي مع غزة. بينما أشار آخرون إلى أن الكويت سحبت مؤخراً الجنسية من "فئات مختلفة وبأعداد كبيرة بينهم مشاهير ممن لا يملكون الأصول الكويتية"، نافين أن يكون السبب "اضطهاداً لأهل الالتزام ومحاربة لأهل الدين والدعوة".
لم يقتصر القرار على العوضي وحده، بل شمل عشرة أشخاص آخرين، بينهم الفنان محمد العجيمي والإعلامي مبارك العمير.
يبلغ العوضي 55 عاماً، وهو من مواليد الكويت عام 1970، وحصل على الجنسية الكويتية عام 1998 تبعاً لجنسية والدته الكويتية. وتأتي هذه الخطوة في ظل حملة أطلقتها السلطات الكويتية لإعادة تنظيم قانون الجنسية، بما في ذلك مراجعة حالات التجنيس بالتبعية، حيث أُلغيت بعض هذه الحالات في سبتمبر الماضي.
أثار قرار سحب الجنسية الجدل حول معايير المواطنة وحدود السلطة التنفيذية في الكويت، وهو جدل يعود إلى عام 2014 عندما سحبت السلطات الجنسية من معارضين سياسيين.
تؤكد السلطات الكويتية أن عمليات المراجعة تهدف إلى تعزيز الشفافية القانونية وضمان استحقاق الجنسية وفقاً للشروط والمعايير المحددة. ويجيز القانون الكويتي سحب الجنسية بمرسوم إذا "استدعت مصلحة الدولة العليا أو أمنها الخارجي ذلك، أو إذا ما توافرت دلائل على القيام بالترويج لمبادئ تقوّض النظام الاقتصادي أو الاجتماعي في البلاد…".
ينتمي العوضي إلى فئة البدون في الكويت، وهي فئة لا تحمل الجنسية الكويتية رغم إقامتها الطويلة في البلاد. ويُقدر عددهم بما بين 100 و120 ألف شخص. وتطالب هذه الفئة بالحصول على الجنسية، بينما تعتبرهم الحكومة مقيمين بصفة غير شرعية.
تعتبر مشكلة "البدون" إحدى المشكلات الجدلية في الكويت، حيث تمنح البلاد جواز سفر رمادياً "مادة 17" لفئة غير محددي الجنسية بشروط محددة.
نبيل علي محمد العوضي من مواليد الكويت عام 1970، حاصل على شهادات عليا في مجال التربية، وعمل أستاذاً في كلية التربية الأساسية. واشتهر في مجال الدعوة، وهو إمام وخطيب متطوع، وله العديد من الدروس والمحاضرات الدينية، وقدّم برامج تليفزيونية متنوعة.
تأثر العوضي بالداعية السعودي الراحل محمد بن صالح العثيمين.
