تتربع غابات الفرنلق في محافظة اللاذقية كمحمية طبيعية غنية بالتنوع البيولوجي، لتشكل رئة خضراء نابضة بالحياة ونموذجاً للسياحة البيئية والتنمية المستدامة، ما جعلها وجهة مفضلة لعشاق الطبيعة والباحثين عن تجارب سياحية تجمع بين الجمال البيئي والوعي الطبيعي. وذكرت وكالة سانا أن غابات الفرنلق ورغم التحديات البيئية التي واجهتها مؤخراً، ولا سيما الحرائق التي أتت على أجزاء من غطائها النباتي، لا تزال تحتفظ بجاذبيتها كوجهة سياحية بيئية، شاهدة على قدرة الطبيعة على التجدد والنهوض.
وفي تصريح لـ سانا، قال مدير سياحة اللاذقية فادي نظام إن الإقبال المتزايد على السياحة البيئية في المنطقة يعكس تعاوناً مثمراً بين مديرية الزراعة والوحدات الإدارية والمجتمع المحلي، بهدف حماية الغابات والأشجار المعمرة، وتعزيز النظافة والوقاية من الحرائق بدعم من الحركات الشبابية. وأوضح نظام أن المديرية تشجع أنشطة التخييم في الفرنلق ومواقع أخرى مثل مشقيتا، صلنفة، ووادي الملوك، مع الترويج عبر المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب مساهمة صانعي المحتوى والمؤثرين في جذب السياح والمغتربين.
وأكد نظام أن الغابات تمثل "رئة سوريا"، مشيراً إلى الجهود المبذولة للحفاظ على محميات مثل الفرنلق والشوح والأرز عبر رحلات سياحية توعوية وإجراءات حماية مستمرة. من جهتهم، عبّر الزوار عن إعجابهم بجمال الغابة وأشجارها المعمرة، حيث اعتبر السائح محمد أبو بكر أن المناظر الطبيعية تبعث على الراحة النفسية، مقترحاً إنشاء مخافر بيئية لحمايتها من العبث وتأمين أماكن مخصصة للشواء. فيما شدّد السائح مصطفى أبو زينة من أهالي اللاذقية على ضرورة صيانة الطريق المؤدي إلى الغابة، مؤكداً أن الحفاظ على نظافة الغابات مسؤولية جماعية.