الأحد, 18 مايو 2025 04:11 AM

المُحلّق في حلب: متنفس شعبي يتحول إلى فوضى واستغلال.. والأهالي يطالبون بالتدخل

المُحلّق في حلب: متنفس شعبي يتحول إلى فوضى واستغلال.. والأهالي يطالبون بالتدخل

تُعد منطقة "الصنم" أو "المُحلّق" من الأماكن القليلة المتاحة للتنزه الشعبي في مدينة حلب، خاصة بعد سنوات الحرب الطويلة، حيث بقيت متنفساً للأهالي وملاذاً للراحة في عطلات نهاية الأسبوع. لكن هذا المتنفس الشعبي يشهد اليوم واقعاً مأساوياً بفعل الإهمال، وانتشار البسطات العشوائية، وغياب أي تنظيم رسمي.

في حديثه لـ"سوريا 24″، قال الشاب أحمد المحمد، وهو من رواد المنطقة: "نضطر للجلوس على الحجارة أو على كراسٍ حديدية مكسرة، لأن الكراسي العامة تُخرب عمداً من بعض أصحاب البسطات لإجبارنا على استئجار كراسٍ بلاستيكية منهم مقابل 20 ألف ليرة"، مشيراً إلى أن هؤلاء الباعة أيضاً يفرضون على مرتادي المكان الشراء من سلعهم، سواء القهوة أو البوشار وغيرها، بأسعار غير منظمة. وأضاف أن هناك من يسيطر على أكثر من بسطة، ويستخدم وسائل ضغط على العائلات، دون أي رقابة من الجهات المختصة.

من جانبه، لفت المواطن أبو عزيز، وهو من سكان المدينة، إلى أهمية هذه المساحة في حياة الحلبيين، قائلاً: "الجمعة استراحة عمل، والشعب الحلبي يحب الحياة. بعد التحرير، عاد السيران إلى المُحلّق، بينما في عهد النظام السابق، كان الأهالي يخافون من الدوريات التي كانت ترهب الناس وتمنعهم من الاستمتاع بالمكان". وأشار إلى أن المُحلّق، رغم عودته للناس، إلا أنه ما زال يفتقر لأبسط مقومات الراحة والنظافة، مطالباً بتدخل بلدي جاد لتنظيم الوضع.

أما ملهم، طالب جامعي، فرأى أن المُحلّق شكّل متنفساً مهماً بعد سنوات القلق والخوف، وقال لـ"سوريا 24": "هذا المكان أعاد لنا الحياة الاجتماعية، نلتقي فيه بعد الجامعة، نمارس طقوس السيران كما كنا نفعل قديماً". ويؤكد أن المخاوف من دوريات الشرطة العسكرية التي كانت تنتشر في المنطقة كانت تشكل حالة من الرعب والخوف لدى جل الشباب في المدينة، خوفاً من سوقهم إلى الخدمة العسكرية. ويقول: "زال الخوف من الدوريات"، مبدياً ملاحظته على بعض أشكال الاستغلال من قبل الباعة الجوالين المسيطرين على المنطقة.

وطالب ملهم، كما غيره من الشباب، بتوفير مقاعد وخدمات رمزية، وتنظيم الفضاء العام حتى لا يُترك رهينة لأرباح غير منظمة، ولا يتحول المتنفس الوحيد في المدينة إلى مساحة فوضى وتعدٍّ على حق الناس في الراحة.

في ضوء هذه الشهادات، يطالب الأهالي المجلس البلدي بوضع استثمارات خدمية صغيرة تابعة للبلدية، تتيح تأجير الكراسي أو تقديم القهوة بأسعار رمزية، مع ضمان بيئة نظيفة ومنظمة تليق بمدينة بحجم وتاريخ حلب.

مشاركة المقال: