دمشق-سانا: لطالما تغنى الأدب والشعر بالمرأة والأم، وأصبحت المرأة اليوم، في ظل التطور التكنولوجي والانفتاح العالمي، تشغل مناصب مرموقة وتساهم في بناء المجتمع، إضافة إلى دورها كأم وأخت وزوجة. هذا الدور المتزايد يضيف أعباءً جديدة وجهداً مضاعفاً على كاهلها.
ترى الدكتورة مي العربيد، المتخصصة في الصحة النفسية، أن المرأة العاملة تواجه تحديات عديدة، أبرزها الصورة النمطية التي تحصرها في دور الأم وربة المنزل، بالإضافة إلى التمييز المهني وصعوبة الوصول إلى المناصب القيادية.
وتضيف العربيد حول دور المرأة في سوق العمل: "نتيجة للأزمة التي تمر بها البلاد، اضطرت المرأة إلى مشاركة الرجل في العديد من القطاعات، مثل الصحة والتعليم والزراعة والمشاريع الصغيرة. لقد أثبتت المرأة السورية أنها رمز للصبر والكفاءة والمسؤولية".
وتؤكد العربيد على أهمية دعم المجتمع للمرأة العاملة من خلال منح الأمهات إجازات أمومة أطول، ودعم المبادرات الفردية، وتعزيز الوعي بأهمية مشاركتها في سوق العمل.
من جهتها، ترى الباحثة الاجتماعية هبة أبو الخير أن تنميط دور المرأة كأم يشكل أهم معوقات عملها، بالإضافة إلى الإرهاق الجسدي والتعب. ومع ذلك، فقد اضطرت المرأة خلال سنوات الحرب والتهجير وفقدان الشباب إلى القيام بكل هذه الأدوار، وأدتها بشكل ممتاز، كما أنها تساهم في تحسين الوضع المادي للأسرة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وتقول وفاء عبد الله، مدرسة رياضيات: "بعد تخرجي، توظفت وأدركت أهمية العمل في تقوية شخصية المرأة وحضورها ومساعدة أسرتها. لقد عشت لحظات تهجير قسري، وكان عملي المتنفس الوحيد لي. سأعلم بناتي أن العمل عبادة كما هو حق وواجب".