أعلنت المنظمة الدولية للهجرة عن ترحيبها بموافقة وزير الخارجية والمغتربين في سوريا، والتي تتيح لها إعادة تأسيس وجودها الرسمي في البلاد وتوسيع نطاق عملياتها الإنسانية وجهود التعافي في مختلف أنحاء سوريا.
وفي بيان نُشر على الموقع الرسمي للمنظمة، أكدت المديرة العامة للمنظمة، آمي بوب، أن هذه الخطوة ستعزز التعاون مع السلطات السورية لتقديم مساعدات أوسع وأكثر تنسيقًا، خاصة في ظل التحديات الإنسانية والتنموية المستمرة بعد 14 عامًا من النزاع، حيث يحتاج أكثر من 13 مليون شخص إلى المساعدة، من بينهم 6.8 مليون نازح داخلي.
تجدر الإشارة إلى أن المنظمة الدولية للهجرة تقدم مساعدات منقذة للحياة في شمال غربي سوريا منذ عام 2014، ولعبت دورًا هامًا في إيصال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى المجتمعات المستضعفة.
ويأتي هذا الإعلان في أعقاب خطاب من وزارة الخارجية والمغتربين السورية، يُمكّن المنظمة من توسيع عملياتها داخل سوريا. وتخطط المنظمة لتوسيع نطاق برامجها ليشمل دعم الجهود الوطنية لتعزيز حوكمة الهجرة ومكافحة الاتجار بالبشر، بالتعاون مع المؤسسات الوطنية المعنية، وإشراك الشتات السوري في جهود التعافي وإعادة الإعمار الوطنية، وفقًا للبيان.
وتهدف المنظمة أيضًا إلى توسيع نطاق مصفوفة تتبع النزوح (DTM) الخاصة بها، لتوفير بيانات آنية وموثوقة حول تحركات السكان والاحتياجات المتغيرة. وستعمل هذه المبادرات على تعزيز القدرات المؤسسية، وتعزيز الهجرة الآمنة والمنظمة، والمساهمة في تعافي سوريا وقدرتها على الصمود على المدى الطويل، إلى جانب المساعدات الطارئة.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى تعزيز دعمه لتعافي سوريا، مؤكدة أهمية المشاركة المستدامة من المانحين، لمساعدة السوريين على إعادة بناء حياتهم ومجتمعاتهم بأمان وكرامة وأمل.
وكانت مديرة المنظمة الدولية للهجرة (IOM) التابعة للأمم المتحدة، إيمي بوب، قد ربطت عودة السوريين إلى بلادهم بحجم الاستثمارات في سوريا، وحذرت من عودة موجة اللجوء في حال غيابها. ووفقًا لما نقلته وكالة "يورونيوز"، فإنه لا ينبغي إجراء مناقشات حول عودة اللاجئين السوريين بمعزل عن السياق الاقتصادي والسياسي الأوسع.
وأضافت أنه ينبغي للدول الاستثمار بالمرحلة الانتقالية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وإلا فقد تواجه موجات هجرة مستقبلية. وشجعت بوب الدول على ما وصفته بالاستثمار الحقيقي في عملية بناء السلام وإعادة إحياء سوريا، ودعم المساعدات الإنسانية، محذرة من عودة السوريين للهجرة بحال تعرضهم للعنف أو عدم شعورهم بالأمان في بلدهم.
وأردفت قائلة: "إذا عاد الناس إلى ديارهم ورأوا أنه لم يتبقَّ لهم شيء، ولا توجد مساعدات إنسانية، أو استثمار في إعادة بناء مجتمعاتهم، فمن المرجح أن تصل هذه الأخبار إلى المجتمعات السورية خارج سوريا، وتؤثر في قرارات العودة إلى ديارهم".