السبت, 31 مايو 2025 09:21 PM

اليمن تهدد باستهداف طائرات "العال" الإسرائيلية ردًا على تدمير مطار صنعاء

اليمن تهدد باستهداف طائرات "العال" الإسرائيلية ردًا على تدمير مطار صنعاء

صنعاء تصعّد: تتّجه صنعاء إلى رفع مستوى التصعيد ضد الكيان الإسرائيلي، من استهداف الملاحة الجوية في مطار «بن غوريون» في تل أبيب، إلى استهداف الطائرات التابعة لشركة طيران «العال» الإسرائيلية. يأتي هذا التصعيد كردّ فعل على تدمير العدو ثماني طائرات مدنية في هجماته المتكرّرة على مطار صنعاء الدولي، وآخرها الأربعاء الماضي.

عمليات نوعية: أكدت مصادر عسكرية في صنعاء أن «العمليات المقبلة ستختلف كمّاً ونوعاً عن تلك السابقة التي نُفّذت في عمق الكيان الإسرائيلي»، موضحة أن صنعاء «ستضم الطائرات المدنية التابعة للكيان الإسرائيلي إلى قائمة الأهداف». ويأتي ذلك وسط تأييد شعبي للرّد على استهداف مطار صنعاء الأربعاء، وتدمير آخر طائرة كانت تقوم بأكثر من رحلة إنسانية لنقل المرضى إلى عمّان، ونقل الحجّاج الى مطار جدّة.

شلّ الملاحة الجوية: قالت سلطات مطار صنعاء إن «الغارات التي شنّها طيران العدو الإسرائيلي على المطار كانت متعمّدة وممنهجة، بهدف شلّ حركة الملاحة الجوية بشكل كامل وعزل الشعب اليمني عن العالم». وأشارت إلى أن «الغارة الأولى وقعت قرب المدرج، وتلتها ثلاث غارات استهدفت ساحة الطيران ومؤخرة الطائرة، قبل أن تُقصف الأخيرة بشكل مباشر، ما أدّى إلى تدميرها بالكامل».

تأثير على الحجاج والمرضى: أوضحت أن «الطائرة اليمنية كانت وصلت صباح الأربعاء من عمّان، وكانت تعتزم تنفيذ رحلتين لتفويج 300 حاج»، لافتة إلى أن «إدارة المطار نفّذت خطة الطوارئ عقب الغارة الأولى وتمكّنت من إخلاء المسافرين من الحجّاج والواصلين في صالات الوصول والمغادرة، وإنقاذ الطاقم والعاملين في الخدمات الأرضية».

خسائر بمليارات الدولارات: ذكرت مصادر في وزارة النقل في صنعاء، أن الخسائر الأوّلية للعدوان الإسرائيلي الذي طاول مطار صنعاء وموانئ الحديدة خلال المدة الماضية، بلغت نحو ملياري دولار منها 1.3 مليار دولار خسائر «مؤسسة مباني البحر الأحمر» جرّاء العدوان على موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، وخسائر سابقة تعرّض لها مطار صنعاء بلغت 500 مليار دولار، قبل العدوان الأخير الذي استهدف مبنى الجمارك، بالإضافة إلى الطائرة المدنية.

تدمير ممنهج للطائرات: ووفقاً لأكثر من بيان صادر عن وزارة الأشغال وقطاع الحج والعمرة في صنعاء، فإن «العدوان الإسرائيلي دمّر الطائرة الثامنة ضمن سلسلة استهدافات سابقة شملت سبع طائرات، من بينها خمس طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية، وطائرة رئاسية، وطائرة شحن (يوشن) تابعة للحكومة، وطائرة تابعة لشركة السعيدة». وذكر قطاع الحج والعمرة في صنعاء، بدوره، أن «عدد الحجّاج اليمنيين الذين غادروا عبر مطار صنعاء بلغ 1200 حاج، بينما كان يُنتظر مغادرة نحو 800 آخرين، قبل أن يُحرم هؤلاء من السفر نتيجة استهداف الطائرة المدنية الوحيدة المتبقّية، والتي كانت تمثّل شريان الأمل للمرضى والمسافرين، خاصة المصابين بأمراض مزمنة، الذين يعتمدون كلياً على هذه الرحلات للسفر إلى الخارج لتلقي العلاج».

هجوم صاروخي على إسرائيل: بعد أقل من 48 ساعة من العدوان على مطار صنعاء، استهدفت القوة الصاروخية التابعة لقوات صنعاء، مساء أمس، عمق الكيان الإسرائيلي بصاروخ جديد أدى إلى إيقاف حركة الهبوط والاقلاع في مطار «بن غوريون». ووفق وسائل إعلام عبرية، فإن صاروخاً أطلق من اليمن دفع جبهة العدو الداخلية الإسرائيلية إلى إطلاق تحذيرات واسعة، ودوت صفارات الإنذار في مدينة القدس وتل أبيب الكبرى وعدد كبير من المناطق، كما أجبرت العملية ملايين المستوطنين على الهروب إلى الملاجئ.

ارتباك في إسرائيل: وفي الوقت الذي زعم جيش الاحتلال اعتراض الهجوم الذي قالت مصادر في صنعاء أنه يأتي في اطار إسناد الشعب الفلسطيني في غزة ورداً على جريمة استهداف طائرة مدنية في مطار صنعاء، إلا أن وسائل إعلام عبرية، أكدت حدوث انفجارات كبيرة في سماء تل أبيب.

ارتفاع أسعار الطيران: وواصلت شركات طيران دولية عديدة عزوفها عن مطار «بن غوريون». وقالت صحيفة «كالكاليست» العبرية إنه نتيجة لتراجع أعداد رحلات الطيران الدولي من المطار وإليه، ارتفعت أسعار الرحلات على متن شركة «العال»، مضيفة أن المسافرين الإسرائيليين باتوا يدفعون أسعاراً باهظة.

تحدي بعيد المنال: وفي الإطار نفسه، قلّل «معهد الأمن القومي الإسرائيلي»، من أهمية الرّد الإسرائيلي بتدمير الموانئ ومطار صنعاء والبنية التّحتية، وقال في تقرير حديث له إن «تدمير المطار لم يوقف القصف المستمر بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على إسرائيل، ولا يمكن لدولة ذات سيادة أن تتحمّل القصف اليومي بالصواريخ الباليستية والحصار البحري»، مضيفاً أن «إسرائيل تواجه تحدّياً في محاولة التغلّب على عدو بعيد المنال ومحصّن، يقع على بعد نحو 2000 كيلومتر».

مشاركة المقال: