الجمعة, 3 أكتوبر 2025 11:45 PM

اليوم العالمي للقهوة: مشروب يستهلك منه مليارا كوب يومياً ويحمل تاريخاً عريقاً

اليوم العالمي للقهوة: مشروب يستهلك منه مليارا كوب يومياً ويحمل تاريخاً عريقاً

لندن-سانا: القهوة، جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية لملايين الأشخاص حول العالم، تشهد استهلاكاً يومياً يتجاوز ملياري كوب، بقيمة سوقية تقارب 90 مليار دولار سنوياً. إضافة إلى ذلك، تحتل القهوة مكانة بارزة في ثقافة البشر منذ أكثر من 15 قرناً.

يوافق الأول من تشرين الأول "اليوم العالمي للقهوة"، الذي أقرته "المنظمة الدولية للقهوة" عام 2014، وأُطلق رسمياً في ميلانو الإيطالية عام 2015. يهدف هذا اليوم إلى الاحتفاء بالقهوة وتعزيز الوعي بقضايا مزارعي البن وتشجيع التجارة العادلة.

وفقاً لموقع "deathbycoffe"، تعتبر حبوب القهوة ثاني أكبر سلعة يتم تداولها في العالم، وتستهلك بكميات هائلة، ما يجعلها المشروب المفضل بعد الماء.

أستاذ الأنثروبولوجيا ومدير معهد دراسات القهوة في "جامعة فاندربيلت" الأمريكية، تيد فيشر، صرح لهيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية "بي بي سي" قائلاً: "إن القهوة غيّرت مسار التاريخ وساهمت في تطوير الأفكار".

الكافيين، المكون التنشيطي الرئيسي في القهوة، هو أكثر المواد المنشطة للذاكرة استهلاكاً في العالم، ما يجعله يؤثر بشكل واضح على طريقة تفكيرنا ومشاعرنا. ولزيادة الاستفادة من الكافيين، ينصح الخبراء بالاعتدال في استهلاكه. يرى المتخصصون أن الاستهلاك الأمثل للبالغين يجب ألا يتجاوز 400 ملليغرام يومياً، أي ما يعادل تقريباً أربعة إلى خمسة أكواب من القهوة.

يشير باحثون إلى أن "الاعتدال في تناول القهوة له فوائد صحية واضحة". وبحسب الدكتور ماتاياس هين، الباحث في "جامعة هارفارد" الأمريكية، في حديث لـ"بي بي سي": "شرب كوبين إلى ثلاثة أكواب يومياً يقلل من خطر الوفاة ويخفض فرص الإصابة بداء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، بل وحتى بعض أنواع السرطان".

في المقابل، تحذر "إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية" من أن "الإفراط الشديد في استهلاك الكافيين قد يكون له عواقب خطيرة، إذ إن تجاوز كمية 1200 ملليغرام يومياً، أي ما يعادل 12 كوباً من القهوة، يمكن أن يشكل خطراً مباشراً على الصحة. تجاوز الحد المسموح به يسبب آثاراً جانبية تشمل الأرق والقلق وتسارع خفقان القلب واضطرابات في المعدة والغثيان والصداع".

يعتمد نحو 125 مليون شخص في 50 دولة على القهوة كمصدر دخل، بينما يعيش أكثر من نصفهم في ظروف فقر. يرتبط تاريخ القهوة بصفحات مظلمة من الاستغلال، إذ استخدم الفرنسيون العبيد الذين جُلبوا من أفريقيا في زراعة القهوة في هايتي. وبحلول القرن التاسع عشر، أصبحت البرازيل تنتج ثلث القهوة في العالم بالاعتماد على عمالة العبيد.

يرجع أصل البن العربي إلى إثيوبيا، ويجري إنتاج أكثر من 90 بالمئة من القهوة في دول نامية، خصوصاً في أمريكا الجنوبية إلى جانب فيتنام وإندونيسيا، بينما يستهلك معظم هذا الإنتاج في الدول الصناعية.

مشاركة المقال: