عنب بلدي – حسن إبراهيم
يستعد مدرب "الجودو" السوري ياسر بيضون لبطولة المجلس الدولي للرياضة العسكرية (CISM) لـ"الجودو"، وسط إمكانيات لا تزال ضعيفة من ناحية المعدات والأدوات تواجه اللاعبين الذين يدربهم.
تقام البطولة في مدينة وارندورف الألمانية (Warendorf) خلال الفترة من 22 إلى 29 من حزيران الحالي، وهي جزء من سلسلة بطولات المجلس الدولي للرياضة العسكرية، تُنظم سنويًا في مختلف الرياضات العسكرية.
أوضح المدرب لعنب بلدي أن أربعة رياضيين (ثلاثة لاعبين ولاعبة) يمثلون سوريا في "الجودو" خلال هذه البطولة، متطلعين لتحقيق نتائج إيجابية فيها.
ما "CISM"
المجلس الدولي للرياضات العسكرية المعروف اختصارًا باسم "CISM"، هو اتحاد رياضي دولي يضم القوات المسلحة للدول الأعضاء التي وافقت عليها الجمعية العامة، وهو مفتوح أمام القوات المسلحة لجميع الدول.
ويتمثل الهدف الأساسي لـ"CISM" في تعزيز الأنشطة الرياضية والتربية البدنية بين القوات المسلحة لتعزيز السلام العالمي، وتتجسد هذه الفكرة في شعاره "الصداقة من خلال الرياضة".
ويضم "CISM" حاليًا أكثر من 140 دولة، 42 من أوروبا، و46 من إفريقيا، و32 من آسيا، و19 من الأمريكيتين (الجنوبية والشمالية).
وينظم العديد من البطولات القارية والإقليمية، وأكثر من 22 بطولة عالمية سنويًا، بالإضافة إلى الألعاب العسكرية العالمية كل أربع سنوات، بمشاركة حوالي ستة آلاف مشارك، بمن فيهم أبطال الميداليات الأولمبية وأبطال العالم.
ويقدم "CISM" دورات تدريبية ومساعدة فنية وتضامنية للدول الأعضاء، وتعد بطولة "الجودو" جزءًا من أنشطته.
وقبل ما يقرب من 140 عامًا، جمع جيغورو كانو، الأستاذ الياباني الكبير، عدة أنظمة للدفاع عن النفس، وأنشأ رياضة جديدة تُسمى "الجودو".
في عام 1882، أقيمت أول مسابقة لـ"الجودو"، وظهرت رياضة جديدة تعتبر اليوم رياضة عالمية متقدمة، ولا تزال هذه الرياضة تكتسب شعبية متزايدة.
تُعرف رياضة "الجودو" وتُمارس في جميع القارات الخمس، ويتدرب عليها حوالي 40 مليون شخص، كما يتألف الاتحاد الدولي للجودو (IJF) من 204 دول أعضاء (54 دولة في إفريقيا، 36 دولة في الأمريكيتين، 42 دولة في آسيا، 21 دولة في أستراليا وأوقيانوسيا، 51 دولة في أوروبا).
إمكانيات محدودة
قال المدرب ياسر بيضون لعنب بلدي، إن واقع رياضة "الجودو" لا يزال هشًا بحاجة إلى تحسينات على صعيد المنشآت والاهتمام بالقواعد واللاعبين.
بيضون كان يدرب لسنوات في مدينة إدلب شمالي سوريا، لفت إلى وجود لاعبين "خامات ومواهب" حقيقية يصل عددهم إلى 400 لاعب أتموا دراستهم في إدلب وحلب، ويتطلعون للعودة إلى بلداتهم الأصلية، ينحدرون من مناطق مختلفة من ريف دمشق وحلب وإدلب ودرعا وغيرها.
وذكر أن اللاعبين يشكلون نواة للمنتخب، وبحاجة إلى دعم وهو ما يعمل عليه مع عدد من المدربين والرياضيين في المحافظات لاستيعاب اللاعبين بعد عودتهم إلى مناطقهم الأصلية لحين تفعيل اللعبة، والمتابعة معهم للاستمرار فيها.
وتابع المدرب أن اتحاد "الجودو" لم يتشكل بعد، وسط تحضير له لتفعيل البطولات والعمل على القواعد وتهيئة جو ومناخ مناسب للعبة، مضيفًا أن المدربين يعملون بإمكانيات متواضعة لتفعيل مراكز في مناطق سورية متعددة وتوسعة اللعبة.
بيضون يدرب نادي الجيش بالاتحاد العسكري، ويحاول الموازنة بين تدريب لاعبين في أندية خاصة ونادي الجيش، لافتًا إلى قصور من ناحية إعداد وتجهيز الصالات، إذ لا تزال المنشآت الرياضية مدمرة، وعلى سبيل المثال في عربين بريف دمشق.
أبطال في "الجودو"
مقارنة بالرياضات الفردية الأخرى، كانت رياضة "الجودو" تحظى بحضور في البطولات التي تقام في تركيا، وأثبت اللاعبون السوريون الذين كانوا في إدلب وريف حلب جدارتهم في هذه الرياضة.
في آب 2023، وصل إلى ولاية سكاريا التركية 24 لاعبًا من فئات البراعم والأشبال والصغار ضمن "منتخب سوريا الحر" للمشاركة في بطولة "سكاريا" الدولية لرياضة "الجودو"، وحصل المنتخب على المركز الثالث بالترتيب العام لفئة الصغار بذهبيتين وبرونزيتين.
وشارك اللاعب محمد الملقي بوزن +45 كيلوغرامًا، واللاعب مصطفى الملقي بوزن +50 كيلوغرامًا في بطولة "عيد النصر للكاراتيه" التي جرت في ولاية غازي عينتاب، وحصلا على المركز الأول بميداليتين ذهبيتين، في آب 2023.
وفي 2022، شارك 15 لاعبًا من شمالي سوريا في بطولة "سكاريا"، وحصلوا على المراكز الأولى والثانية وحصدوا سبع ميداليات ذهبية.
وفي تموز 2022، حقق "منتخب سوريا الحر" المركز الثاني بالترتيب العام في بطولة "كوجالي الدولية" لرياضة "الجودو" التي أُقيمت في ولاية كوجالي التركية، بـ20 لاعبًا قادمين من محافظتي إدلب وحلب.