باسل علي الخطيب يستهل سلسلة مقالاته حول الشأن العام، مؤكداً أن دوافعه تنطلق من المحبة والحرص والغيرية، مدفوعة بالنية الطيبة ونقاء السريرة، بعيداً عن أي هوى أو مصلحة أو أجندة خفية. ويشدد على أن النية الحسنة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تصاحبها المعرفة والدراية ومهارات التحليل والاستقراء.
ويشير الخطيب إلى أنه كان من أوائل من طرح فكرة "الفيدرالية" كحل دائم لسوريا، وذلك في كلمة ألقاها في مدينة طرطوس بتاريخ 22 شباط الفائت، وسبق ذلك وتلاه بضعة مقالات حول الموضوع، تبعها إيقافه بعد ثلاثة أيام.
ويرى أن مصطلح "الفيدرالية" أصبح يثير حساسية لدى البعض، بينما يستخدمه آخرون للمناكفة السياسية، مما يضيع على البلاد حاضرها ومستقبلها. ويؤكد على أهمية الإلمام بالجغرافيا والتاريخ عند الحديث في العلوم السياسية، محذراً من الكلام العشوائي وغير المدروس.
كما ينتقد الخطيب أولئك الذين يمارسون التحليل السياسي دون امتلاك الأدوات اللازمة، وينتقد أيضاً فكرة تولي رجل الدين للقيادة السياسية، معتبراً ذلك خطأً كبيراً، ويؤكد على ضرورة الفصل بين الدين والسياسة.
ويقترح الخطيب استبدال مصطلح "الفيدرالية" بتعبير "اللامركزية الموسعة"، معتبراً إياها الوسط الأمثل بين الحروب والنزاعات اللانهائية والتقسيم. ويؤكد أنه سيبدأ حديثه عن الموضوع انطلاقاً من الجغرافيا والتاريخ، على أن يتم تناول ذلك في الجزء القادم من هذه السلسلة.
(أخبار سوريا الوطن-1)