في إطار جهود دعم القطاع الصحي وتحسين مستوى الخدمات الطبية، تأسست لجنة طبية تطوعية في منطقة التل بريف دمشق أواخر شهر كانون الثاني 2025، بمبادرة من إدارة منطقة التل ومديرية صحة ريف دمشق. وتتمثل المهمة الرئيسية لهذه اللجنة في تحسين الواقع الطبي في منطقة التل من خلال:
- الإشراف على المراكز الصحية والمشافي وتفعيل خدماتها.
- تعزيز الشراكات المحلية والدولية لتأمين الموارد الطبية للمنطقة.
- رفع جودة الخدمات الصحية عبر التقييم الميداني والدعم التقني.
- وضع خطط طويلة الأمد لتطوير القطاع الطبي في المنطقة.
أكد ذلك الدكتور شادي سنجاب، رئيس اللجنة الطبية، في تصريح خاص لـ”سوريا 24″.
لجنة طبية تطوعية تضم نخبة من الأطباء
تضم اللجنة مجموعة من الأطباء المتخصصين وهم: الدكتور شادي سنجاب، الدكتور عامر حبش، الدكتور ياسر سلعس ، الدكتور موفق حجازي، الدكتور عبد المالك الحبشي، الدكتور أمجد حجازي، والدكتور فهد ضاهر.
زيارات ميدانية شاملة لتقييم الوضع الصحي
أوضح الدكتور سنجاب أن اللجنة قامت بإجراء زيارات ميدانية مكثفة لمختلف المؤسسات الصحية ضمن منطقة التل، التي تشمل حوالي 14 بلدة ومدينة، مثل التل، معربا، منين، حرنة، حلبون، رنكوس، صيدنايا، معرة صيدنايا وغيرها. وخلال هذه الزيارات تم تقييم أداء المستوصفات الوطنية والمشفى الوطني ، ورصد الاحتياجات الأساسية التي تعيق تقديم الخدمات الطبية المثلى.
إنجازات ملموسة في دعم المشفى الوطني بالتل
من أبرز إنجازات اللجنة، بحسب الدكتور سنجاب، كان دعم المشفى الوطني في التل الذي عانى قبل التحرير من ضعف شديد في الكوادر والخدمات. إذ تمكنت اللجنة بدعم من أهل الخير ولجنة التنمية من تأمين معظم المستهلكات الطبية الأساسية في مختلف أقسام المشفى مثل المخبر، الصيدلية، قسم العمليات، والإسعاف والعناية وغيرها مما أعفى المرضى من الحاجة لشراء المستلزمات الطبية من خارج المشفى كما كان يحدث سابقاً. كما ساهمت اللجنة بتأمين الكوادر الطبية اللازمة في مختلف الاختصاصات، وتقديم جوائز مادية رمزية لهم بفضل دعم المتبرعين المحليين . وتم تفعيل قسم الإسعاف الجراحي، واستحداث إسعاف خاص للأطفال مع تأمين كادر متخصص ومستلزمات كاملة لعلاج الحالات الطارئة.
دعم إضافي للمشفى: أجهزة طبية وخدمات لوجستية
بالتعاون مع منظمات دولية ودعم المجتمع المحلي، تمكنت اللجنة من استحداث عيادات جديدة، وتوفير أجهزة طبية ضرورية مثل أجهزة قياس الضغط، وأجهزة قياس الأوكسجين، بالإضافة إلى جهاز تنظير جراحي حديث يستخدم في غرف العمليات. كذلك نجحت اللجنة بالتعاون مع تجمع أطباء التل في ألمانيا من إعادة تشغيل خمسة أجهزة غسيل الكلى كانت معطلة، وتم تأمين وجبات إطعام يومية للكادر الطبي والخدمي ، وهو أمر نادر في مشافي الريف، وتمت تغطية هذه المبادرة لعام كامل. وفي بادرة لتحسين البيئة النفسية للمرضى والكادر، عملت اللجنة على إعادة تأهيل حديقة المشفى بالتعاون مع مهندسين زراعيين ومتبرعين محليين.
تعزيز خدمات مستوصف التل
بدعم من لجنة التنمية وأهل الخير قدّمت اللجنة الطبية دعمًا شاملاً للمستوصف بهدف تحسين جودة الخدمات الطبية المقدّمة، وذلك من خلال تأمين مستلزمات أساسية بقيمة تقديرية بلغت نحو 8 آلاف دولار، شملت: توفير أدوية مختلفة للصيدلية، بما في ذلك الأدوية المزمنة ، وتزويد عيادة الأسنان بالمواد الضرورية مثل الحشوات وأدوات التعقيم إضافة إلى تأمين مستلزمات التحاليل المخبرية ، وتركيب بطارية ليثيوم لضمان استمرارية التيار الكهربائي داخل المستوصف بالإضافة إلى تأمين المحروقات لتشغيل المولدات والتدفئة. وأثر الدعم بشكل مباشر على رفع القدرة الاستيعابية للمستوصف إلى ما لا يقل عن 100 مريض يوميًا، وتفعيل عدد من الخدمات الأساسية التي كانت متوقفة، بما في ذلك : خدمات التحاليل المخبرية، المعاينات الطبية (النسائية، الأطفال، الأمراض الباطنية، الأسنان، الجراحة الصغرى ) و تم حديثاً بفضل أهل الخير و لجنة التنمية التكفل بالتمويل الطبي للمستوصف لمدة سنة
تحسن نوعي في مستوى الخدمات الطبية المقدمة
أوضح الدكتور شادي سنجاب أن المشفى الوطني اليوم يقدم خدمات نوعية تفوق ما كان عليه قبل التحرير، مع تغطية شبه كاملة للتحاليل المخبرية الأساسية، وتوفير خدمات الأشعة والتصوير الطبقي المحوري والعمليات الاسعافية على مدار 24 ساعة. وأشار إلى أن المريض اليوم يتلقى العلاج والأدوية مجاناً، دون الحاجة لشراء أي مستهلكات أو مستلزمات إضافية، ما شكل نقلة نوعية في جودة الخدمة الطبية .
العمل مستمر نحو تطوير القطاع الصحي
تستمر اللجنة الطبية في جهودها لتأمين المزيد من الكوادر الطبية، حيث يجري العمل حالياً على محاولة تأمين طبيب كلى وطبيب تخدير للمشفى، مع تعزيز أكبر لأقسام الأطفال والجراحة . كما تواصل اللجنة منح مكافآت مالية رمزية للمتطوعين والأطباء، بدعم من لجنة التنمية والمجتمع المحلي.
واختتم الدكتور شادي سنجاب حديثه بالقول: “نحن نؤمن أن النهوض بالقطاع الصحي هو خطوة أساسية لدعم الاستقرار المجتمعي في منطقتنا، ونعمل بكل طاقتنا بالتعاون مع أهل الخير لاستمرار هذا التحسن وتوسيعه ليشمل أكبر عدد ممكن من السكان “.
