أعلن المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك، عن التوصل إلى اتفاق دولي لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء جنوبي سوريا، وذلك بعد أيام شهدت تصاعدًا في أعمال العنف والانتهاكات المتبادلة بين الأطراف المتنازعة.
وفي تغريدة له على منصة “إكس“، صرح براك فجر اليوم السبت الموافق 19 من تموز، بأن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد اتفقا على بنود وقف إطلاق النار في السويداء.
وأوضح براك أن هذا الاتفاق حظي بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، وتبنته كل من تركيا والأردن والدول المجاورة.
كما دعا براك جميع المكونات السورية، من الدروز والبدو والسنة، إلى نبذ السلاح والعمل جنبًا إلى جنب مع الأقليات الأخرى من أجل بناء هوية سورية جديدة وموحدة، تعيش في سلام وازدهار مع جيرانها.
من جهتها، أكدت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، بقيادة حكمت الهجري، أحد أبرز المعارضين لدخول قوات الحكومة إلى السويداء، عن استعدادها للتعاون مع “كل إنسان شريف لإنهاء الاشتباكات الحالية ووقف إطلاق النار، والاحتكام لصوت العقل”.
وفي سياق متصل، أفادت عنب بلدي بوصول عناصر من قوات الأمن السوري إلى مناطق الاشتباكات على أطراف مدينة السويداء.
يأتي هذا الاتفاق بعد ساعات من تعهد الحكومة السورية بإرسال قوة متخصصة للتدخل وفض الاشتباكات وتسوية النزاع ميدانيًا في محافظة السويداء.
وكانت رئاسة الجمهورية قد أعلنت، مساء 18 من تموز، عن عزمها إرسال قوات لفض الاشتباكات وحل النزاع، بالتوازي مع اتخاذ إجراءات سياسية وأمنية تهدف إلى “تثبيت الاستقرار وضمان عودة الهدوء إلى المحافظة في أسرع وقت”.
ودعت الرئاسة في بيانها جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس وتغليب “صوت العقل”، مؤكدة أنها تبذل “جهودًا حثيثة” لوقف الاقتتال والحد من الانتهاكات.
يذكر أن محافظة السويداء قد شهدت تصعيدًا عنيفًا تضمن اشتباكات وانتهاكات متبادلة بين عشائر البدو وفصائل محلية موالية للرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري.
وكان الهجري قد دعا رؤساء أمريكا وإسرائيل للتدخل عقب دخول الأمن السوري إلى السويداء، وذلك بالتنسيق مع وجهاء وفصائل عاملة في المنطقة.
واستجابت إسرائيل لطلب الهجري، وقصفت مركبات تابعة للأمن العام داخل السويداء، بالإضافة إلى نقاط أخرى خارجها، أبرزها مبنى الأركان في العاصمة دمشق.
وبعد انسحاب الأمن الداخلي ووزارة الدفاع السورية، تعرض المكون البدوي لانتهاكات من قبل فصائل محلية، مما دفع العشائر إلى إطلاق مناشدات أدت إلى وصول أرتال من شمالي سوريا ومحيط السويداء للمشاركة في الاقتتال.
وسيطر مسلحو العشائر على عدة قرى في السويداء، وترافق ذلك مع انتهاكات وحالات إحراق لممتلكات مدنيين، بدافع الانتقام.
وتشير أرقام غير نهائية وثقتها “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إلى سقوط أكثر من 300 قتيل من جميع الأطراف، منذ بداية الاقتتال الدائر في 13 من تموز الحالي.