الأربعاء, 30 أبريل 2025 01:37 AM

بعد 14 عامًا.. "مجزرة الساعة" في حمص: ذكرى دامية تلاحق النظام السوري

بعد 14 عامًا.. "مجزرة الساعة" في حمص: ذكرى دامية تلاحق النظام السوري

في الثامن عشر من نيسان عام 2011، شهدت مدينة حمص أول اعتصام في الثورة السورية، لكنه تحول إلى مأساة عرفت بـ "مجزرة الساعة".

بدأت الأحداث بعد دفن شهداء سقطوا في مظاهرات تطالب بالإصلاح والحرية. تجمع الآلاف في ساحة الساعة، أبرز ساحات المدينة، في اعتصام سلمي غير مسبوق، قُدر بأكثر من 40 ألف مشارك من مختلف الفئات.

نُصبت الخيام، وصدحت الحناجر بشعارات الحرية والوحدة الوطنية، مطالبة بالإفراج عن المعتقلين ووقف القمع. كان الاعتصام سلميًا وحضاريًا، يعبر عن رفض الحمصيين للقتل والاستبداد، وكان من المقرر أن يستمر لليوم التالي.

مع اقتراب منتصف الليل، اقتحمت قوات النظام الساحة برفقة "الشبيحة". انطفأت الأنوار فجأة، وبدأ الرصاص الحي ينهمر على المعتصمين العزل.

استمر إطلاق النار لنحو نصف ساعة، بحسب شهادة جندي منشق لمنظمة هيومن رايتس ووتش، الذي أكد تلقي الأوامر بفتح النار على المتظاهرين.

ضحايا المجزرة

لا يزال عدد الضحايا مجهولًا بدقة حتى اليوم، بسبب سحب الجثث واعتقال الجرحى من قبل قوات النظام، ومنع الأهالي والناشطين من التوثيق. كما أن المجزرة وقعت في بداية الثورة، حيث لم تكن آليات التوثيق قد تطورت بعد.

النظام ينكر المجزرة

كالعادة، أنكر النظام ارتكاب المجزرة، مدعيًا أن "عناصر مسلحة هاجمت ساحة الساعة". لكن المنظمات الحقوقية وثقت الجريمة الممنهجة، التي سبقتها تكتيكات الحصار وإطفاء الأنوار وقطع الاتصالات.

بعد المجزرة، تصاعد الغضب في حمص، وتحولت المدينة إلى رمز للثورة السورية، ولقبت بـ "عاصمة الثورة السورية".

في ذكرى مجزرة الساعة، لا ينسى الحمصيون شهداءهم، وتبقى الساحة شاهدة على دمائهم، وذكرى موجعة لجميع السوريين.

مشاركة المقال: