الأحد, 15 يونيو 2025 08:50 PM

بعد 14 عامًا من الغياب: اليونسكو تطلق مشروعًا طارئًا لإنقاذ المتحف الوطني بدمشق وإعادة تأهيله

بعد 14 عامًا من الغياب: اليونسكو تطلق مشروعًا طارئًا لإنقاذ المتحف الوطني بدمشق وإعادة تأهيله

أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) مشروعًا طارئًا لحماية المتحف الوطني في دمشق، بعد أكثر من عقد من تعليق أنشطتها في سوريا، وذلك في إطار جهودها للحفاظ على التراث الثقافي السوري وتقديم تدابير إسعافية لإعادة تأهيل المتحف الذي يشكل جزءاً من الذاكرة السورية.

في أواخر شهر أيار/مايو الماضي، زارت سوريا بعثة من اليونسكو برئاسة مارغو بيرجون-دارس، مديرة مكتب المدير العام للمنظمة، بهدف بحث سبل الدعم الممكن تقديمه من قبل اليونسكو لعملية التعافي في البلاد. وقد التقى وفد المنظمة آنذاك بعدد من الوزارات والمؤسسات ذات الصلة بعمل اليونسكو، للتنسيق حول تنفيذ المشروع وتحديد أولوياته.

يُعدّ المتحف الوطني في دمشق، الذي تأسس عام 1919، من أقدم وأهم المؤسسات الثقافية في الشرق الأوسط. ويضم مجموعات أثرية نادرة تعكس غنى وتنوع التراث السوري، من العصور الحجرية حتى الحضارة الإسلامية. وقد أُغلق المتحف في عام 2012 بسبب تصاعد الصراع في البلاد، ثم أعيد افتتاحه جزئيًا في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018، ويُنتظر أن يُعاد افتتاحه بالكامل أمام الجمهور في يناير/كانون الثاني 2025.

وفقًا لما نشره الموقع الرسمي لليونسكو، فإن المشروع الجديد، الذي أُعدّ بالتعاون الوثيق مع المديرية العامة للآثار والمتاحف وعدد من الشركاء المحليين، يهدف إلى تنفيذ مجموعة من التدابير الإسعافية العاجلة تشمل: تعزيز البنية التحتية للمتحف، تحسين إدارة المرافق، تطوير ظروف التخزين والسلامة لمنع أي ضرر إضافي، والبدء في ترميم وحفظ الوثائق التراثية السورية رقميًا.

يُعدّ هذا المشروع الأول من نوعه منذ انقطاع التعاون بين اليونسكو والنظام السوري قبل 14 عامًا، نتيجة اندلاع الحرب في عام 2011 وما تبعها من تدهور في العلاقات المؤسسية وتوقف الدعم الدولي. ويُنظر إلى استئناف الأنشطة الثقافية على أنه خطوة نحو دعم التعافي الثقافي والاجتماعي في البلاد.

يحتوي المتحف على مقتنيات أثرية فريدة من نوعها تعود إلى حضارات مختلفة مرّت على الأراضي السورية، وتُعدّ شاهدة على تاريخ طويل يهمّ البشرية جمعاء. وتسعى اليونسكو من خلال هذا المشروع إلى تعزيز حماية هذه الكنوز، وحشد الدعم المحلي والدولي لاستمرار الحفاظ عليها.

من جانبه، أكد إرنستو أوتوني، مساعد المدير العام لليونسكو لشؤون الثقافة، أن المبادرة تولي اهتمامًا خاصًا بالتوعية التعليمية، حيث تشمل خططًا لإعداد مواد تعليمية مخصصة للطلاب، وتدريب الكوادر المتخصصة في المتاحف على تعزيز الوعي الثقافي والتربية المدنية.

أما على صعيد الموارد والتمويل، فقد أوضحت المنظمة أن المشروع يمتد على مدار عدة أشهر بميزانية أولية تبلغ 175 ألف دولار أمريكي. ويتضمن أنشطة متكاملة تشمل التخطيط لحالات الطوارئ، ترميم القطع الأثرية، رقمنة الوثائق والمحتويات التراثية، إضافة إلى تنظيم ورش تدريبية في مجالات الجرد، وعلم المتاحف، وتعليم التراث الثقافي.

تؤكد اليونسكو استمرار تعاونها الوثيق مع الشركاء السوريين والدوليين لضمان نجاح هذا المشروع الرائد، الذي يُمثل خطوة أساسية ضمن مساعي أوسع لإعادة بناء البنية التحتية الثقافية وتعزيز التعافي الاقتصادي والاجتماعي المستدام عبر الثقافة والتراث.

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: