دمشق-سانا بعد انقطاعٍ دام 14 عاماً، استعادت دمشق دورها كمحطة انطلاق مباشرة للحجاج السوريين نحو الأراضي المقدسة، مقدمةً نموذجاً تنظيمياً متكاملاً يدمج بين التخطيط العلمي، الرعاية الإنسانية، والتقنيات الحديثة لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
وصف مدير مكتب دمشق للحج والعمرة، الأستاذ عمران شيخ يوسف، البعثة السورية الشاملة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بـ "خلية نحل"، مؤكداً على المكانة الرائدة للحج السوري. وأشار في تصريح لوكالة سانا إلى أن النجاح تحقق بفضل تنسيق مكثف مع الجانب السعودي استمر 6 أشهر، تُوّج بتوقيع اتفاقية حج رسمية، وإقامة جميع الحجاج في الفنادق بمكة المكرمة والمدينة المنورة، بالإضافة إلى استخدام تقنيات رقمية متطورة مثل البطاقات الذكية لتتبع الحجاج وبوابة إلكترونية شاملة لإدارة جميع مراحل الحج.
أكد شيخ يوسف أن البعثة السورية تقدم للعالم نموذجاً في تحويل التحديات إلى فرص، يجمع بين الدقة اللوجستية، العمق الروحي، والرعاية الصحية، مدعوماً بفريق عمل متكامل وشراكة استراتيجية مع المملكة العربية السعودية. وشدد على أن عودة دمشق إلى خارطة الحج ليست مجرد رحلة، بل "إثبات للقدرة على البناء من جديد".
رئيس البعثة الإدارية، وسام الأحول، كشف عن تنفيذ خريطة عمل دقيقة تشمل تقسيم فنادق مكة إلى 4 قطاعات جغرافية، يضم كل منها كادراً إدارياً متكاملاً (إداريون، مشرفون، فرق لوجستية)، ومركز عمليات يعمل على مدار 24 ساعة بمشاركة مباشرة من الرئاستين الصحية والدينية لاتخاذ القرارات الفورية، واستلام مسبق لمواقع خيام مِنى وعرفات، وتنظيم نقل الحجاج عبر تكتلات مشتركة خلال يومي التروية وعرفة.
أما رئيس البعثة الدينية، الشيخ عبد السلام الشقيري، أوضح أن آليات العمل الديني للبعثة تقوم على اختيار 22 عالماً من بين 120 مرشحاً، بعد خطة تدريبية استمرت 6 أشهر، ونشر الموجهين في المساجد وأبراج السكن، مع تقديم دروس وفتاوى على مدى 12 ساعة يومياً، بالإضافة إلى برنامج تفصيلي يغطي مناسك أيام (التروية، عرفة، مزدلفة، أيام التشريق).
من جانبه، أكد رئيس البعثة الصحية، الدكتور مرام شيخ مصطفى، على التغطية الصحية الشاملة من خلال فرق طبية تضم أطباء حكوميين ومتطوعين وطبيبات متعاقدات. وأشار إلى تدريب 80% من الكوادر على إدارة الكوارث والأمراض المعدية، ووجود 22 غرفة توعية صحية في مساكن مكة، وعيادات إسعاف، وتنسيق مع 28 مركزاً طبياً سعودياً، بالإضافة إلى خدمات مخصصة لذوي الهمم وفرق إسعاف جوالة في عرفات ومِنى.