غرفة الأخبار – نورث برس
بعد أن أعلن “اللواء الثامن” أكبر التشكيلات العسكرية في الجنوب السوري، بتاريخ 13 نيسان/ أبريل الجاري، حل نفسه ووضع أسلحته وعناصره تحت تصرف وزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية، أثيرت تساؤلات حول مصير “رجل روسيا في الجنوب” وقائد اللواء السابق، أحمد العودة.
واعتُبر “اللواء الثامن” بقيادة أحمد العودة، امتداداً لفصيل “قوات شباب السنة” الذي تأسس عام 2012، وبعد اتفاق التسوية عام 2018 برعاية روسيا الحليف الرئيسي للنظام السوري السابق على مدى أكثر من عقد بعد اندلاع الحرب في البلاد، انضم إلى الفيلق الخامس المدعوم من موسكو. وكان العودة أول من وصل إلى دمشق صبيحة الثامن من كانون الأول/ديسمبر الماضي، قبل غرفة العمليات العسكرية لهيئة تحرير الشام، ولكن سرعان ما انسحب وعاد إلى درعا، “خشية حدوث فوضى أو تصادم مسلح”، حسبما قال متحدث باسمها حينها.
بعد إعلان حل “اللواء الثامن” اعتكف العودة في منزله بمدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي معقل اللواء، وفقاً لما أفادت به مصادر محلية نورث برس حينها.
“الصندوق الأسود”
يقول المحلل السياسي هيثم صعب، لدمشق مصلحة كبيرة في إنهاء ملف أحمد العودة واصفاً إياه بـ “الصندوق الأسود” الذي دخل إلى دمشق وحاز على الكثير الملفات والمعطيات المرتبطة بالنظام السابق.
ويضيف صعب لنورث برس، أن العودة حين وصوله دمشق، “دخل إلى المراكز الأمنية والقيادية العليا في القطاع العسكري والأمني”، ويعتقد المحلل السياسي بأن “استحواذه على ملفات أمنية وعسكرية كثيرة جعل منه صندوقاً أسود، وهذا يعني من الضرورة إنهاء ملف أحمد العودة وقطع الطريق عليه للعب أي دور سياسي أو عسكري في الجنوب السوري”.
ويشير إلى أن “إنهاء دور العودة في الجنوب ورقة أمان أخرى تكتسبها السلطة في دمشق، لأن وجود العودة كان يمثل صوت قادر أن يقول لسلطة دمشق لا، ونزع هذه الورقة كان ضرورة للسلطة لتفرض سيطرتها على الجنوب أو على جزء منه”.
“انتقل إلى روسيا”
ويقول الناشط السياسي نزار أبو فخر، إن “أحمد العودة لم يعد يتمتع بالأهمية الكبيرة بعد تفكيك تشكيله العسكري واندماج جنوده في وزارة الدفاع”.
ويضيف لنورث برس، أنه من المرجح أن يكون قد انتقل الى روسيا بموجب الترتيبات التي جرت بين موسكو ودمشق، بحسب قوله.
ويوضح أبو فخر أن “ما يؤكد الظن بأن صفقة ما قد جرت بين الحكومة الانتقالية وروسيا متمثلة بالتصريحات الأخيرة للرئيس السوري أحمد الشرع، حول العلاقات مع روسيا”.
ويقول الناشط السياسي إنه “منذ ذلك الوقت لم تكن العلاقة بين العودة والشرع على ما يرام، لأن العودة رفض دمج اللواء الثامن في بادئ الأمر بوزارة الدفاع، ربما بأوامر روسية”.
ويختتم بأن تفكيك “اللواء الثامن” لا يخرج عن حزمة الترتيبات الجارية في سوريا بين جميع الأطراف مثل الولايات المتحدة الأميركية، روسيا، تركيا وإسرائيل وحتى دول عربية، بحسب رأيه.
وحتى اللحظة لم يعلق العودة على قرار حل فصيله المفاجئ، وتتضارب الأنباء حول مكان تواجده في منزله بمدينة بصرى الشام في درعا أو في موسكو حليفته خلال السنوات السابقة.