الأحد, 27 أبريل 2025 03:39 AM

بين التفاؤل والحذر: جولة جديدة من المحادثات الأمريكية الإيرانية حول الملف النووي

بين التفاؤل والحذر: جولة جديدة من المحادثات الأمريكية الإيرانية حول الملف النووي

اتفق الجانبان الأمريكي والإيراني على الاجتماع مجدداً في أوروبا قريباً، وذلك بعد ست ساعات من المحادثات التي جرت بعد أسبوع من جولة ثانية وصفت بالبناءة.

أكد مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن المحادثات النووية مع إيران كانت إيجابية وبناءة، مع الإشارة إلى اتفاق الطرفين على لقاء قريب في أوروبا، مضيفاً: "هناك أمور كثيرة لا يزال يتعين القيام بها لكن تم إحراز المزيد من التقدم نحو التوصل لاتفاق".

من جهته، أعرب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن رضاه عن سير المحادثات، مؤكداً جدية وإصرار الطرفين في هذه الجولة الثالثة، وأوضح وجود خلافات في القضايا الرئيسية والتفاصيل، بعضها خطير وبعضها أقل خطورة، وبعضها له تعقيداته الخاصة.

عقد عراقجي ومبعوث ترامب ستيف ويتكوف محادثات في مسقط عبر وسطاء عمانيين استمرت نحو ست ساعات، بعد أسبوع من جولة ثانية في روما وصفها الجانبان بالبناءة. وأشار وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إلى استمرار المحادثات الأسبوع المقبل، مع تقرير عقد اجتماع رفيع المستوى في الثالث من مايو.

سبق اجتماع كبار المفاوضين محادثات غير مباشرة على مستوى الخبراء في مسقط لوضع إطار لاتفاق نووي محتمل، حيث وصلت المفاوضات إلى مرحلة تفاصيل المطالب المتبادلة والمحددة، وعاد الوفدان إلى عاصمتيهما للتشاور.

ركز ترامب في الفترة الأولى من ولايته الثانية على محاولة التوسط في اتفاقات تنهي عدداً من أكبر الصراعات والأزمات في العالم، بما في ذلك الغزو الروسي لأوكرانيا والهجوم الإسرائيلي على غزة وقضية البرنامج النووي الإيراني الشائكة.

من جهتها، تسعى إيران لتخفيف العقوبات في ظل استمرار تعثر اقتصادها، وبعد أكثر من عام من انتكاسات عسكرية تكبدتها على يد إسرائيل.

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي تمسك إيران بموقفها المبدئي بشأن ضرورة إنهاء العقوبات، واستعدادها لبناء الثقة بشأن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي.

صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه يعتقد أن الولايات المتحدة ستتوصل إلى اتفاق مع إيران، لكنه كرر تهديده بعمل عسكري إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.

بعد وقت قصير من بدء المحادثات، أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بوقوع انفجار هائل في ميناء الشهيد رجائي، مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات، وأشارت تقارير إلى أن سبب الانفجار ربما ناجم عن سوء تخزين مواد كيماوية.

رغم تأكيد الطرفين على مواصلة الدبلوماسية، لا تزال الخلافات قائمة بشأن نزاع مستمر منذ أكثر من عقدين، حيث انسحب ترامب من الاتفاق النووي عام 2015 وأعاد فرض عقوبات قاسية على طهران، وأعاد تطبيق سياسة "أقصى الضغوط".

تنتهك إيران منذ عام 2019 القيود النووية التي يفرضها الاتفاق النووي، بما في ذلك تسريع تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، وهو ما يقترب من مستوى 90 بالمئة اللازم لصنع أسلحة نووية.

أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على ضرورة توقف إيران تماماً عن تخصيب اليورانيوم بموجب أي اتفاق، واستيراد أي يورانيوم مخصب تحتاجه لتزويد محطتها الوحيدة للطاقة الذرية بالوقود.

تصر طهران على أن قدراتها الدفاعية مثل برنامج الصواريخ غير قابلة للتفاوض، وأطلقت عشرات الصواريخ الباليستية على إسرائيل العام الماضي بعد اغتيال إسرائيل قادة إيرانيين وقادة من جماعات متحالفة مع طهران.

تم التوصل إلى اتفاق نووي عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، وافقت بموجبه إيران على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، وسمح الاتفاق لإيران بتخصيب اليورانيوم بمستوى يضمن أن يكون برنامجها النووي سلمياً بحتاً.

انسحب ترامب من هذا الاتفاق عام 2018، وردت إيران بزيادة تخصيب اليورانيوم إلى نسبة نقاء 60٪، وتصر إيران على أن برنامجها النووي لا يزال سلمياً.

صرح ترامب بأنه يريد اتفاقاً “أقوى” مع إيران من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 2015، لكن المسؤولين الأميركيين تباينت مواقفهم بشأن مطالبهم خلال الشهر الماضي.

عززت إيران حقها في تخصيب اليورانيوم، واتهمت إدارة ترامب بإرسال إشارات متضاربة، وأكد وزير الخارجية عباس عراقجي أن برنامج التخصيب الإيراني هو مسألة حقيقية وصادقة، وغير قابلة للتفاوض.

حددت طهران “خطوطها الحمراء” في المحادثات، بما في ذلك “لغة التهديد” من جانب إدارة ترامب و”المطالب المبالغ فيها بشأن البرنامج النووي الإيراني”.

إلى جانب المحادثات رفيعة المستوى، ستبدأ الفرق الفنية بصياغة تفاصيل اتفاق محتمل، وسيناقش الفريق تفاصيل أكثر تفصيلاً حول مسار اتفاق نووي جديد، مثل تخفيف العقوبات المحتمل والقيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني.

لطالما كانت إسرائيل من أشد المؤيدين لتفكيك إيران لبرنامجها النووي بالكامل حتى لا تتمكن أبداً من امتلاك قنبلة نووية، والصفقة الوحيدة التي قد يعتبرها نتنياهو مقبولة هي صفقة نووية على غرار ليبيا.

مشاركة المقال: