الجمعة, 13 يونيو 2025 03:39 PM

Debug Information

  • Debug: Article ID: 22530
  • Using existing database connection via dbQuery
  • Debug: Database connection: NOT available
  • Debug: ArticleTags count: 44
  • Debug: Execution trace:
  • - Before increment_article_views
  • - After increment_article_views
  • - Database connection check: FAILED
  • - Article tags loaded: YES
  • - About to call update_tags
  • - update_tags result: FAILED
  • Debug: Database connection details:

بين صفعة جندي واستشهاد آخر: الإعلام اللبناني في مرمى الانتقادات بسبب تغطيته المتحيزة

بين صفعة جندي واستشهاد آخر: الإعلام اللبناني في مرمى الانتقادات بسبب تغطيته المتحيزة

نزار نمر

يوم الثلاثاء الماضي، انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر جنديًا من قوات اليونيفيل يتعرض للصفع في الجنوب. في اليوم نفسه، استشهد جندي من الجيش اللبناني مع والده.

من المستحيل مشاهدة حال الإعلام المهيمن يوم الثلاثاء دون الشك في أنه مرتزق وأجندته لا تتعلق بالمصلحة الوطنية. وصف "التكالب" هو الأقرب إلى ما حدث.

قبل نقل ما ورد على هذا الإعلام، يجب توصيف المشهدية من مسافة واحدة. يوم الثلاثاء الماضي، انتشر مقطع فيديو لجندي من قوات اليونيفيل يتعرض للصفع في الجنوب. في اليوم نفسه، استشهد جندي من الجيش اللبناني مع والده في بلدة شبعا بعد تعرضهما لقصف صهيوني.

ابن الأرض لا يستحق إلا خبرًا عابرًا. ضع هذين الخبرين أمام طفل واطلب منه ترتيبهما بحسب الأهمية، وسيكون الجواب واضحًا. لكن هذا في عالم الأطفال العادي. أما في عالم الكبار، فالمصالح الشخصية تتعدى على ما عداها، ويصبح صفع الجندي الغريب هو نهاية الدنيا، فيما الجندي الشهيد لا يستحق إلا خبرًا عابرًا!

طوال النهار، انكبّت قنوات "الجديد" و mtv و LBCI، إضافة إلى صحف ومواقع أخرى، على نقل خبر الصفعة كأنه كارثة طبيعية، وبالكاد مرّت على خبر الشهيد.

انكبّت القنوات الثلاث على نقل خبر الصفعة كأنه كارثة طبيعية.

كما دأبت على لصق الأمر بالمقاومة، مؤججة خطابها ضدها إلى حد غير مسبوق. انعكس الأمر أيضًا في نشرات الأخبار المسائية الثلاثاء.

المشكلة لا تقع فقط في الإصرار على لصق الموضوع بالمقاومة باتهام جاهز، بل كذلك في احتقار أهل الأرض إلى درجة التغاضي عن الأسباب الكامنة وراء الإشكالات مع اليونيفيل، واختصار الأمر بالكيد السياسي.

لا يهم أن قوات أجنبية تدخل أراضي خاصة من دون مؤازرة الجيش اللبناني. ومن غير الممكن بالنسبة إلى هذه القنوات أن يكون للأهالي صوت. وإذا ما قاموا بفعل احتجاجي، فهذا لأنهم مسلوبو القرار ويقومون بالأمر نيابة عن "حزب الله"! علماً أن أحد الأهالي يتوجه في أحد المقاطع بشكل واضح إلى جنود اليونيفيل بالقول "روحوا جيبوا الجيش".

بدأت "الجديد" مقدمتها مساء الثلاثاء بالقول إن الثنائي الشيعي "حزب الله" و"أمل" يقدم أسوأ أداء ميداني ضد قوات حفظ السلام اليونيفيل.

وأضافت أنه في الوقت الذي لم يضرب حزب الله كفًا لإسرائيل على عدوانيتها، فإنه يعطي الإذن لمجموعات لتسديد الكف على وجنات أفراد اليونيفيل.

كما أوردت أن المؤامرة هي أن إسرائيل وأميركا اللتين تسعيان إلى عدم التجديد لقوات اليونيفيل قد انضم إليهما اليوم الحزب والحركة عبر دفع قوات السلام إلى طلب المغادرة طوعياً.

ومما ورد في مقدمة mtv: إن "حزب الله" الذي يدوزن هذه الاعتداءات وفقاً لحساباته الخاصة لم يغيّر شيئاً من أسلوبه القديم المفضوح، إذ يدّعي دائماً أنّ مَن يقوم بالاعتداءات هم الأهالي.

علماً أنّ الجميع يدرك أنّ الاعتداءات ليست من مسؤولية الأهالي، بل من تخطيط حزب الملالي وتنفيذه! نفهم أن تكون إسرائيل لا تريد بقاء القوّات الدولية لأنّها تعتبر أنّ بقاءها في جنوب الليطاني لم يعُد له أيّ دور بعد تفكيك البنية العسكرية لـ "حزب الله" في المنطقة المذكورة. ولكن ما لا نفهمه أن يسير الحزب في المخطّط الإسرائيلي.

أما LBCI فاعتبرت أنه بات من البديهي القول إن "حزب الله" يتعاطى مع قوّات الطوارئ الدولية وفقاً لسيناريو يريده في نهاية المطاف أن يؤدّي إلى إحداث فراغ في الجنوب يريد أن يعود إليه.

وحدها "المنار" بدأت مقدمتها بالقول إن الجيش اللبناني نزف جنوباً بشهيد كان ووالده شاهدَين على عدوانية صهيونية متمادية.

هكذا، سيكتب التاريخ أن "المنار" كانت الوحيدة التي أبدت اهتماماً بالجيش الوطني، فيما كانت تلك القنوات تتباكى على "كفّ".

علماً أن ما سبق لا يجعل الضرب مباحاً، وجل ما في الموضوع طريقة التعاطي الإعلامي معه واعتماد النفاق والمعايير المزدوجة، حتى لو وصل الأمر حد التخلي عن الوطنية.

مشاركة المقال: