السبت, 10 مايو 2025 04:40 PM

تجاهل ترامب لنتنياهو: هل فقدت إسرائيل مكانتها كـ"المكان السعيد" للرئيس الأمريكي؟

تجاهل ترامب لنتنياهو: هل فقدت إسرائيل مكانتها كـ"المكان السعيد" للرئيس الأمريكي؟

ريم هاني

كسر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مرة جديدة، تقليدًا أمريكيًا عريقًا، بتفضيله الشرق الأوسط على زيارة أقرب جيران الولايات المتحدة، كالمكسيك وكندا. هذا التجاهل، الذي يراه البعض إهانة، يثير تساؤلات حول مكانة إسرائيل في السياسة الخارجية الأمريكية.

يرى مراقبون أن التوترات بين ترامب وحلفائه التقليديين، دفعت به للبحث عن منصة أكثر ترحيبًا في السعودية، بعيدًا عن الاحتكاك السياسي المحتمل في أمريكا الشمالية أو أوروبا.

السفير المكسيكي السابق لدى الولايات المتحدة، أرتورو ساروخان، يرى في قرار ترامب إشارة إلى عدم إيمانه بأهمية العلاقات مع أمريكا الشمالية، ودورها في مواجهة التحديات الاقتصادية، وعلى رأسها المنافسة مع الصين.

في المقابل، تشير تقارير إلى أن جولة ترامب الشرق أوسطية ستركز على قضايا عدة، من بينها المحادثات النووية مع إيران، ومنع عودة وكلاء إيران في المنطقة، مع التركيز على لبنان وسوريا، بالإضافة إلى إنهاء الحرب في غزة وإبعاد حماس عن السلطة.

لكن، يرى خبراء أن هذه التصريحات الأمريكية لا تترجم إلى سياسات ملموسة، بسبب غياب التنسيق وتضارب التصريحات داخل الإدارة الأمريكية.

الهدف الرئيسي من الزيارة، بحسب مراقبين، هو تحقيق مكاسب سياسية لترامب من خلال الإعلان عن صفقات تجارية واستثمارية ضخمة، تلمّع صورته كمفاوض ناجح.

في سياق متصل، تشير تقارير إلى أن التعدين والطاقة سيكونان على رأس أولويات زيارة ترامب، في ظل سعي السعودية للتحول إلى قوة عالمية في المعادن الاستراتيجية والحيوية.

بالنسبة للولايات المتحدة، تمثل معالجة المعادن نقطة ضعف، بسبب سيطرة الصين على معظم هذه العمليات، ما يجعل الشراكة مع السعودية فرصة لتقليل الاعتماد على الصين وتعزيز أمن سلاسل التوريد.

وفيما يتعلق بإسرائيل، يرى البعض أن صناع السياسة في تل أبيب يحاولون فهم الموقف الأمريكي الحالي، وسط شكوك حول جدوى أي ضربة إسرائيلية محتملة لإيران، واحتمال أن تؤدي إلى تسريع البرنامج النووي الإيراني.

المحلل توماس فريدمان يرى أن استثناء إسرائيل من جولة ترامب يشير إلى فهم الرئيس الأمريكي لحقيقة أن حكومة نتنياهو تتصرف بطرق تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة، وأن نتنياهو ليس صديقًا لأمريكا.

ويؤكد فريدمان أن حكومة نتنياهو تقوض المصالح الأمريكية من خلال سعيها لتحقيق أجندتها المتطرفة، وأن هيكل التحالف الأمريكي – العربي – الإسرائيلي يعتمد على التزام الولايات المتحدة وإسرائيل بحل الدولتين، وهو ما تعارضه حكومة نتنياهو.

نتيجة لذلك، قد يجد الأميركيون والسعوديون مصلحة في التخلي عن إدماج إسرائيل في أي صفقات قادمة محتملة، خاصة مع استعداد نتنياهو لإعادة غزو قطاع غزة.

مشاركة المقال: