السبت, 18 أكتوبر 2025 10:44 PM

تحالف الرياض وإسلام آباد: هل يعيد تشكيل استراتيجيات الشرق الأوسط بدعم صيني؟

تحالف الرياض وإسلام آباد: هل يعيد تشكيل استراتيجيات الشرق الأوسط بدعم صيني؟

هل يمكن لضربة جوية واحدة أن تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط؟ الضربة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماع "حماس" في قطر قد تكون بداية لذلك.

بعد أسبوع من الهجوم الإسرائيلي على الدوحة في 9 سبتمبر، أعلنت السعودية وباكستان عن اتفاقية تعاون دفاعي مشترك. هذا التحرك أثار ردود فعل متباينة، خاصة بعد أن اعتقدت تل أبيب أنها كسرت قواعد الاشتباك بنقل الحرب إلى قطر، الوسيط الرئيسي في مفاوضات التهدئة مع "حماس".

أثارت الضربة تساؤلات حول جدية الحماية الأميركية لدول الخليج، خاصة مع وجود أكبر قاعدة عسكرية أميركية في قطر، والتي لم تفعل دفاعاتها لاعتراض الصواريخ. ورغم استياء الرئيس الأميركي دونالد ترامب آنذاك، بقي شعور بالإحباط في المنطقة.

من المتوقع أن تتمركز قوات باكستانية في السعودية بموجب الاتفاق الدفاعي، مع إشارة الرياض إلى أنها ستتمتع بحماية الأسلحة النووية الباكستانية.

ينص الاتفاق على أن أي هجوم مسلح على أي من البلدين يعتبر هجوماً على الطرفين، مما يعكس الثقة السياسية والعسكرية بين الرياض وإسلام آباد.

العلاقة بين السعودية وباكستان ليست وليدة ظرف طارئ، بل تعود إلى أكثر من ثمانية عقود، وشهدت شراكات اقتصادية ومساعدات تنموية وتعاوناً عسكرياً. الاتفاقية الجديدة تعزز هذا التعاون وتفتح المجال أمام تكامل أمني وعسكري غير مسبوق.

قبل يوم واحد من استهداف الدوحة، وقعت الهند وإسرائيل اتفاقية استثمار ثنائية، بينما كانت العقوبات الأوروبية تتوالى على تل أبيب.

الصين.. الرابح الخفي

بينما تتجه الأنظار نحو أبعاد التحالف الجديد، يبرز دور الصين كعامل جيوسياسي مهم.

تربط الصين علاقات وثيقة بباكستان عبر الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني (CPEC)، والسعودية من خلال مشاريع في إطار مبادرة "الحزام والطريق". هذا الثلاثي يشكل شبكة تعاون تجمع بين القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية.

في المقابل، تدعم الولايات المتحدة مشروع "الممر الاقتصادي" الذي يربط الهند بالشرق الأوسط مروراً بإسرائيل، وترى فيه تضييقاً على طريق الحرير الصيني.

تقدم الصين نفسها كشريك يلتزم بسياسة "عدم التدخل"، وهو ما يلقى قبولاً لدى الدول العربية. في ضوء التحالف بين السعودية وباكستان، قد تلعب الصين دور الجسر الذي يسهل التعاون بين البلدين، خاصة في مجالات بيع الأسلحة والدعم التكنولوجي.

مع تراجع الثقة الخليجية في الحماية الأميركية، تفتح بكين أبواب التعاون لتصبح نقطة ارتكاز عسكرية واقتصادية.

تعمل الصين على تعزيز محور بديل يضم السعودية وباكستان لردع النفوذ الهندي-الإسرائيلي.

في سياق التحالف السعودي-الباكستاني، يمكن أن تؤدي الصين أدواراً متعددة، منها توفير الأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة، خاصة في مجالات مثل الطائرات بدون طيار وأنظمة الدفاع الجوي وتقنيات الحرب السيبرانية.

من خلال شراكاتها مع السعودية (عبر مبادرة الحزام والطريق) وباكستان (عبر الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني)، يمكن لبكين أن تشكل محور توازن جديد في المعادلة الإقليمية.

عبر تقديم بديل استراتيجي عن الاعتماد الكامل على الغرب، تساعد الصين في تمكين الدول العربية من صياغة سياسات أمنية واقتصادية أكثر استقلالاً.

بالتالي، فإن دخول الصين على خط هذه المعادلات قد يسرع من تفكك النظام الأمني التقليدي الذي كانت الولايات المتحدة تمسك بخيوطه، ويمهد لظهور نظام متعدد الأقطاب.

مشاركة المقال: