الثلاثاء, 24 يونيو 2025 07:45 AM

تحت اسم "بشارة الفتح": إيران تستهدف قاعدة العديد في قطر ردًا على "العدوان الأميركي"

تحت اسم "بشارة الفتح": إيران تستهدف قاعدة العديد في قطر ردًا على "العدوان الأميركي"

في رد فعل على ما وصفته بـ "العدوان الأميركي" الأخير على أراضيها، أعلنت إيران، عبر حرس الثورة الإسلامية، عن استهداف "قاعدة العديد" في قطر بـ "هجوم صاروخي مدمر وقوي" أطلقت عليه اسم عملية "بشارة الفتح".

أكد البيان الصادر عن حرس الثورة أن هذه العملية جاءت "في أعقاب العدوان العسكري السافر للنظام الأميركي المجرم على المنشآت النووية السلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والانتهاك الصارخ للقانون الدولي". وأشار إلى أن التخطيط للعملية تم من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي وقيادة المقر المركزي لخاتم الأنبياء.

وصف حرس الثورة "قاعدة العديد" بأنها "مقر لسلاح الجو، وأكبر رصيد استراتيجي للجيش الأميركي الإرهابي في منطقة غرب آسيا". وأضاف البيان أن هذه العملية تحمل رسالة واضحة للبيت الأبيض وحلفائه، مفادها أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالاعتماد على الله تعالى وعلى الشعب الإيراني الإسلامي المؤمن والعظيم، لن تترك أي اعتداء على سلامة أراضيها وسيادتها وأمنها الوطني من دون رد تحت أي ظرف من الظروف".

حذر البيان من أن "القواعد الأميركية والأهداف العسكرية المتنقلة في المنطقة ليست نقطة قوة في هذا الدفاع الوطني، بل هي نقطة ضعف رئيسية وشوكة في خاصرة هذا النظام المولع بالحروب". وأضاف أن "أي تكرار للشر سيؤدي إلى تسريع انهيار المؤسسة العسكرية الأميركية في المنطقة، وهروبهم المشين من غرب آسيا، وتحقيق التطلع المشترك للأمة الإسلامية وشعوب العالم الحرة في استئصال الغدة السرطانية الإسرائيلية".

مجلس الأمن القومي الإيراني أوضح أن "عدد الصواريخ التي أطلقت نحو القاعدة يوازي عدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة ضد منشآتنا النووية"، مؤكدًا على مبدأ "الرد بالمثل" الذي تتبناه طهران.

كما أكد المجلس أن القاعدة المستهدفة "بعيدة عن المناطق السكنية والمنشآت المدنية القطرية"، مشددًا على أن العملية العسكرية "لا تشكل أي تهديد لدولة قطر الصديقة والشقيقة وشعبها"، في محاولة لطمأنة الدوحة ونفي أي نية للتصعيد معها. وأضاف أن إيران لا تزال ملتزمة بالحفاظ على علاقاتها التاريخية الوثيقة مع دولة قطر، وستواصل التعاون والتنسيق معها في مختلف المجالات، على الرغم من التصعيد الجاري مع واشنطن.

من جهة أخرى، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إيران أطلقت 10 صواريخ باتجاه القاعدة الأميركية في قطر. بالتزامن، أفادت وكالة "فرانس برس" وشهود لوكالة "رويترز" بسماع دوي انفجارات عنيفة ومتتالية في سماء العاصمة القطرية الدوحة.

تعتبر "قاعدة العديد الجوية" أكبر القواعد الأميركية في المنطقة، وتُعد العصب العملياتي للقوات الجوية الأميركية في المنطقة، وتُستخدم لشن الغارات، وتشغيل الأقمار الصناعية، والقيادة المركزية (CENTCOM)، والتحكم بالطائرات المسيرة. تقع القاعدة جنوب غربي العاصمة القطرية الدوحة، وقد أُنشئت عام 1996 بتمويل قطري، لكنها تحولت منذ عام 2001 إلى القاعدة الجوية الأكبر للولايات المتحدة خارج أراضيها، لتستضيف آلاف الجنود والطائرات الحربية، وتشكل بذلك العمود الفقري للوجود العسكري الأميركي في الخليج.

تضم القاعدة مدرجًا طويلاً بطول 4500 متر، قادراً على استيعاب طائرات الشحن الضخمة والمقاتلات بعيدة المدى، مثل B-52 وC-17 وKC-135، إلى جانب مراكز قيادة متقدمة، ومخازن استراتيجية للذخائر والوقود، ما يجعل منها نقطة انطلاق رئيسية لأي عملية عسكرية ضد دول المنطقة، وعلى رأسها إيران. وتستضيف القاعدة القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية (AFCENT)، التي تشرف على العمليات العسكرية في العراق وسوريا وأفغانستان والقرن الأفريقي، كما تُستخدم مركزاً للتنسيق مع قوات الحلفاء، بمن فيهم بريطانيا وأستراليا، بالإضافة إلى تنسيق استخباراتي مع بعض دول الخليج.

تشير المعطيات إلى أن واشنطن تعتمد على "قاعدة العديد" ليس فقط كمنصة للردع، بل كموقع ميداني متقدم للهيمنة على المجال الجوي الإقليمي، ما يجعلها في صميم الحسابات الجيوسياسية والعسكرية لأي تصعيد مقبل في المنطقة.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الميادين

مشاركة المقال: