السبت, 6 ديسمبر 2025 01:19 PM

تحديات تواجه استطلاعات الرأي: هل يستبدل الذكاء الاصطناعي آراء البشر؟

تحديات تواجه استطلاعات الرأي: هل يستبدل الذكاء الاصطناعي آراء البشر؟

يواجه قطاع الاستطلاعات تحديات متزايدة عالمياً، حيث أدى كشف هوية المتصل إلى انخفاض كبير في استجابة الناس ومعدلات المشاركة. كما ساهمت التوترات السياسية وانعدام الثقة في إحجام الكثيرين عن الإجابة، مما أدى إلى إخفاقات في التنبؤ بالتحولات المجتمعية.

في المقابل، قدمت الإنترنت والهواتف الذكية حلاً نسبياً، حيث مكّنت المستطلعين من الوصول إلى أعداد كبيرة بتكاليف أقل وسرعة أكبر. ولكن، يواجه العاملون في هذا المجال الآن تحدياً كبيراً: نماذج اللغة الكبيرة مثل "تشات جي بي تي" قادرة على الإجابة على الاستطلاعات بطريقة تحاكي استجابة الإنسان.

مع مرور الوقت، قد تتولد حلقة تغذية مرتدة خطيرة. فبدخول إجابات الذكاء الاصطناعي إلى الاستطلاعات، تتلقى قواعد البيانات الخاصة بالمستطلعين ردوداً مصطنعة. ثم، يستخدم النظام هذه البيانات الملوثة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة أو لتفسير النتائج. بمعنى آخر، قد تسجل هذه الاستطلاعات آراء أنظمة الذكاء الاصطناعي بدلاً من آراء البشر!

ووفقاً لتقرير نشرته مجلة «إيكونوميست»، لن يقتصر هذا الضرر على استطلاعات الرأي التي تسبق الانتخابات، بل سيمتد إلى جميع أنواع المسوحات الإلكترونية التي يعتمد عليها الباحثون والشركات والهيئات الحكومية.

لتقييم حجم المشكلة، قام أحد الباحثين ببناء وكيل ذكاء اصطناعي لإجراء الاستطلاعات، وأنشأ آلاف الملفات الديموغرافية التفصيلية. ثم، أجاب النموذج عن أسئلة المسح وكأنه الشخصية المرسومة. وقد أظهر البحث أن الطرق التي كان يعتمد عليها المستطلعون سابقاً لتمييز الروبوتات عن البشر لم تعد فعالة، حيث تمكن الذكاء الاصطناعي من تجاوز 99.8% من الفحوصات المستخدمة لكشف الروبوتات والردود غير البشرية.

بالإضافة إلى خطر تلوث البيانات، يمكن للإشارات النصية البسيطة أن تؤثر بسهولة على استجابات الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، يمكن لتوجيه الوكيل بعدم الإجابة بطريقة سلبية تجاه بلد معين أن يغير جوهرياً في إجابته حول التهديدات العالمية. وبآليات مماثلة، يمكن لجهات دولية التلاعب بنتائج قياسات الرأي العام.

كما يجد المحتالون سبباً لاستغلال هذه الاستطلاعات، حيث تدفع بعض الشركات أموالاً للمشاركين أو تعطيهم مكافآت، مما يجعل هذا النظام هدفاً سهلاً للغش. ويستطيع الذكاء الاصطناعي كسب المال لمشغليه عن طريق كتابة الاستطلاعات على مدار الساعة.

تحاول بعض الشركات حالياً فرض شروط تثبت أن المجيب هو إنسان بالصور أو الفيديو، ولكن من المحتمل أن يتمكن المخترقون من تجاوز هذه التقنية قريباً.

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: