الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 09:39 PM

تحذيرات من ذوبان جليد الألب وتأثيره الكارثي على الأنهار والملاحة في أوروبا

تحذيرات من ذوبان جليد الألب وتأثيره الكارثي على الأنهار والملاحة في أوروبا

حذر خبراء من أن تكرار سنوات الجفاف القاسية وتقلص الغطاء الجليدي في أوروبا، وخاصة في جبال الألب، يتسببان في تراجع منسوب مياه الأنهار وتهديد حركة الملاحة النهرية والتجارة. وأكدت شبكة "يورو نيوز" الإخبارية نقلاً عن الخبراء أن الأنهار الأوروبية تشهد انخفاضاً متزايداً في مستويات المياه مع مرور كل صيف.

وأوضح الخبراء أن الجفاف ليس العامل الوحيد المسؤول عن ذلك، فجبال الألب التي كانت تعتبر خزاناً مائياً طبيعياً للقارة الأوروبية تشهد تحولات عميقة بفعل التغير المناخي، حيث يتقلص الغطاء الجليدي بوتيرة مقلقة، مما يهدد تدفق المياه عبر أوروبا وصولاً إلى بحر الشمال.

وأشار الخبراء إلى أن الأنهار الجليدية، من سويسرا إلى النمسا وألمانيا وفرنسا وحتى هولندا، تشكل مصدراً أساسياً لمياه الشرب والملاحة. إلا أن التسارع الكبير في ذوبانها خلال العقدين الأخيرين كشف عن مخاطر لم تكن واضحة سابقاً. وحذروا من أنه إذا تكررت سنوات قاسية مثل 2003 أو 2022 وتراجع منسوب مياه الأنهار، فإن ذلك سيهدد حركة الملاحة النهرية ويعيق عمليات النقل التجاري.

من جهتها، قالت الخبيرة الهولندية في علوم الجليد "ماريت فان تيل" إن الأنهار الجليدية كانت أكبر مما هي عليه اليوم، وهذا دليل مباشر على تأثير التغير المناخي. وأشارت إلى أن الأنهار الجليدية ليست مجرد منظر طبيعي، بل المصدر الحقيقي لكثير من الأنهار الكبرى مثل نهر الراين، فهي تمد مجاري المياه بكميات إضافية في أوقات الجفاف، معوضة عن قلة الأمطار، إلا أن هذا الدور الحاسم يتراجع تدريجياً مع انكماش الجليد.

وأكدت الخبيرة أن التغير المناخي لا يقتصر على رفع درجات الحرارة، بل يعني أيضاً مزيداً من الأعوام الجافة، ومع استمرار تراجع الأنهار الجليدية، فإن أوروبا تقف أمام مشكلة مزدوجة تجمع بين ندرة الأمطار وانكماش منابع المياه.

مشاركة المقال: