تشهد محافظة السويداء عودة تدريجية لخدمات الكهرباء والمياه، في حين لا يزال الوضع الصحي يواجه تحديات كبيرة. وأكد مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، خالد أبو دي، يوم الجمعة الموافق 25 من تموز، أن فرق المؤسسة قد انتهت من إصلاح العطل الذي أصاب الخط "66" (الكوم- السويداء). وأشار إلى أن هذا الإصلاح سيسهم في إعادة التيار الكهربائي إلى محطة مياه السويداء، مما سيساعد في تأمين المياه للمحافظة، وذلك وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا).
وتواصل فرق المؤسسة العامة للكهرباء، بالتعاون مع فرق دائرة تشغيل السويداء، العمل على خطوط "66" الأخرى، بهدف ضمان تغذية جميع محطات التحويل الموجودة في المحافظة. بالإضافة إلى ذلك، يجري العمل على تجهيز موقع إصلاح العطل الذي لحق بالخط "230" (الغزالة- الكوم)، وذلك لتحسين استقرار التيار الكهربائي في كامل منطقة السويداء، بحسب تصريحات أبو دي.
وأوضح أبو دي أنه "على الرغم من الظروف الأمنية الصعبة وارتفاع درجات الحرارة، فإن عمال المؤسسة يواصلون أداء مهامهم بكل تفانٍ".
جهود محلية
تبذل جهود مكثفة من قبل العاملين في مؤسسة مياه الشرب لتأمين المياه في الأحياء السكنية بمحافظة السويداء، وذلك على الرغم من التحديات اللوجستية التي تواجههم. وتعمل فرق المؤسسة أيضًا على تشغيل بئر "R2" لتغذية حي "النهضة" في المدينة، ومن المتوقع أن تصل المياه إلى الحي خلال الساعات القادمة، وفقًا لما ذكرته شبكة "الراصد" الناشطة في السويداء.
كما أعلنت المؤسسة أن تشغيل محطة القلعة سيتم خلال ساعات قليلة لتزويد مساكن الجاهزية ومساكن القلعة بالمياه، مع الإشارة إلى أن الضخ سيكون بكميات اقتصادية نظرًا للظروف الراهنة. وأوضح مدير مؤسسة مياه الشرب في السويداء، مثنى أبو عساف، أن المؤسسة تعمل وفق خطة طوارئ تهدف إلى استثمار أي فرصة متاحة لإعادة ضخ المياه، مشيرًا إلى أن التيار الكهربائي بدأ بالعودة إلى بعض المواقع، وأنه يتم تشغيل كل بئر يصله التيار الكهربائي "بشكل فوري".
وقد تعرضت شبكة المياه في السويداء لأضرار كبيرة نتيجة التفجيرات وقذائف الهاون، مما أدى إلى خروج العديد من الخطوط عن الخدمة. وتعمل الورش التابعة للمؤسسة العامة على معاينة الأضرار والبدء في إصلاحها حسب الأولوية، وفقًا لما قاله مسؤول قسم الطوارئ في مؤسسة مياه الشرب بالسويداء، خلدون السعدي.
وأكد فريق الطوارئ في المؤسسة أنه يعمل على تأمين المياه للمشافي، بالإضافة إلى تشغيل طواقم الآبار لتزويد الصهاريج التي تقوم بتوزيع المياه على السكان. ويتم حاليًا تغطية نحو 90% من حاجة السكان للمياه عبر هذه الصهاريج، بهدف تقليل الهدر الناتج عن تسرب المياه داخل الأنابيب المتضررة، وضمان سلامة الشبكة قبل ضخ المياه المباشر.
الوضع "قاتم" في السويداء
من جانبها، وصفت منظمة الصحة العالمية الوضع في مدينة السويداء بأنه "قاتم"، مشيرة إلى أن المستشفى الرئيسي في المدينة يكتظ بالمصابين ويعمل في ظل نقص حاد في الكهرباء والمياه. وقالت كريستينا بيثكي، ممثلة المنظمة في سوريا، للصحفيين في جنيف عبر الفيديو من دمشق: "الوضع في السويداء قاتم، فالمرافق الصحية تعاني ضغطًا هائلًا… خدمات الكهرباء والماء مقطوعة والأدوية الأساسية آخذة في النفاد".
وأضافت بيثكي أن العديد من الكوادر الطبية يواجهون صعوبات في الوصول إلى أماكن عملهم بأمان، وأن مشرحة المستشفى الرئيسي قد امتلأت في وقت سابق من هذا الأسبوع بسبب العدد الكبير من المصابين. وكانت المعارك قد اندلعت في 13 من تموز الحالي، وتم التوصل إلى اتفاق في 24 منه، وشملت المواجهات فصائل محلية في السويداء وقوات عشائرية وقوات الحكومة السورية.
الكهرباء والاتصالات توضحان غياب الخدمات في السويداء