شهدت مناطق عدة في دمشق وريفها تحسناً ملحوظاً في ساعات التغذية الكهربائية خلال عيد الأضحى، لكن سرعان ما عاد التقنين إلى وضعه السابق بعد انتهاء العطلة، مما أثار تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء ذلك.
المهندس خالد أبو دي، مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، أوضح لـ "الوطن" أن التحسن كان مؤقتاً ومرتبطاً بانخفاض الطلب خلال فترة العيد، وليس نتيجة لإصلاحات جذرية في البنية التحتية للقطاع.
وأشار إلى أن هذا التحسن يعود إلى عدة عوامل متضافرة، أبرزها انخفاض الطلب على الطاقة نتيجة توقف العديد من المنشآت والمعامل خلال عطلة العيد، مما سمح بتوجيه أحمال إضافية للمنازل.
كما لفت أبو دي إلى استقرار نسبي في واردات الوقود لمحطات التوليد، بالإضافة إلى الانتهاء من صيانة عنفة الزارة 2 وإعادتها إلى الخدمة، والتي تعتمد على مادة الفيول المتوفرة حالياً، مما دعم منظومة التوليد.
وساهمت أيضاً زيادة توريد الغاز – نتيجة توقف بعض المنشآت الصناعية التي تعمل على الغاز – في إدخال عنفة توليد غازية إضافية في محطة جندر للخدمة، مما عزز القدرة الإنتاجية، مع استمرار تطبيق نظام التقنين العادل على مختلف المناطق.
وأكد مدير مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء أن الجهات المعنية اتخذت عدة إجراءات لتحقيق هذا التحسن، بما في ذلك زيادة تنسيق توزيع الأحمال، وتطبيق نظام تقنين موحد على مستوى البلاد، وتحسين كفاءة تشغيل المحطات القائمة من خلال الانتهاء من صيانة عدد من عنفات التوليد الحرارية، وإدخال عنفة غازية إضافية للخدمة، مستفيدةً من توفر الغاز خلال فترة العيد.
وفيما يتعلق بمشروعات الصيانة والتأهيل، ذكر أبو دي أن عمليات الصيانة الأخيرة شملت محطتي الزارة وجندر بشكل خاص، بالإضافة إلى أعمال إصلاح طارئة طالت بعض خطوط الشبكة لضمان استقرار التغذية في جميع المحافظات.
وحول التحديات الراهنة، أوضح أبو دي أن "القطاع لا يزال يعاني من نقص في الغاز الجاف، حيث تصل القدرة الإنتاجية النظرية إلى 4000 ميغاواط، بينما لا يتم توليد أكثر من 1000 ميغاواط حالياً بسبب ضعف توريد الغاز".
وأضاف أن "هناك تحديات أخرى تتمثل في تهالك البنية التحتية، وضعف الاستثمارات، والحاجة الملحة لصيانة وتأهيل محطات التوليد والنقل، في ظل تزايد الطلب على الطاقة".
نغم النجار