الأحد, 8 يونيو 2025 05:50 PM

تحقيق صادم يكشف: كيف أخفى النظام السوري أطفال المعتقلين في دور الأيتام؟

تحقيق صادم يكشف: كيف أخفى النظام السوري أطفال المعتقلين في دور الأيتام؟

كشف تحقيق استقصائي معمق أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، ونُشر في مطلع شهر يونيو/حزيران 2025، عن واحدة من أكثر قصص الوجع السوري قتامة، مسلطاً الضوء على المصير المجهول لآلاف الأطفال الذين اختفوا بعد اعتقال آبائهم وأمهاتهم على يد أجهزة النظام السوري.

استنادًا إلى كنز من الوثائق السرية المسربة التي حصلت عليها الصحيفة، بالإضافة إلى عشرات المقابلات مع مسؤولين حاليين وسابقين، ومعتقلين ناجين، وعائلات ضحايا، يخلص التحقيق إلى أن النظام السوري أدار عملية ممنهجة لفصل الأطفال عن ذويهم المعتقلين، مما أدى إلى اختفاء ما يقدر بنحو 3,700 طفل منذ عام 2011.

نتائج التحقيق الرئيسية:

- الاختفاء القسري المنظم: يوضح التحقيق أن اختفاء هؤلاء الأطفال لم يكن مجرد نتيجة فوضوية للحرب، بل كان في كثير من الحالات سياسة متعمدة. وتظهر الوثائق التي تم الحصول عليها، والتي تحمل أختام وتوقيعات مسؤولين في المخابرات السورية، أوامر مباشرة موجهة إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تطالبها بـ "استلام" أطفال تم اعتقال ذويهم عند حواجز أمنية أو أثناء مداهمات.

- إيداع الأطفال في دور الأيتام: يكشف التحقيق عن أنه تم إيداع 300 طفل على الأقل قسراً في دور أيتام تديرها الدولة في دمشق ومناطق أخرى. هؤلاء الأطفال، الذين اعتقل آباؤهم وأمهاتهم فجأة، وجدوا أنفسهم في مؤسسات حكومية دون أي سجلات رسمية توثق هوياتهم الأصلية أو صلاتهم العائلية، مما يجعل تعقبهم شبه مستحيل.

- شهادات ومصير مجهول: نقلت الصحيفة شهادات لمعتقلين سابقين شاهدوا بأم أعينهم أطفالاً يتم فصلهم عن أمهاتهم داخل مراكز الاعتقال. كما أشار مسؤولون في الحكومة السورية الحالية إلى أن جزءاً كبيراً من السجلات الرسمية قد فُقد أو أُتلف، معترفين بوجود احتمال أن تكون بعض رفات هؤلاء الأطفال قد انتهت في مقابر جماعية لم يتم اكتشافها بعد.

يفتح هذا التحقيق الباب واسعاً أمام تساؤلات قانونية وحقوقية حول المسؤولية عن هذه الجريمة المروعة التي ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية. كما يسلط الضوء على المعاناة المزدوجة للعائلات التي لا تزال تجهل مصير أحبائها المعتقلين، وتعيش في عذاب إضافي بسبب اختفاء أطفالها.

زمان الوصل

مشاركة المقال: