شهدت شبكة الإنترنت اضطراباً كبيراً نتيجة لتعطل خدمات شركة "كلاودفلير" Cloudflare، المزود الرئيسي لحماية وتسريع البيانات عالمياً. ورغم أن الأمر بدا في البداية كهجوم إلكتروني، أكدت الشركة في تقرير فني مفصل أن العطل ناتج عن خطأ داخلي في التهيئة، وليس عملاً تخريبياً.
أظهر تقرير الشركة أن تعديلاً في إعداد داخلي لقاعدة البيانات أدى إلى سلسلة من الأعطال التي أثرت على بنيتها الأساسية، مما سبب اضطراباً واسعاً للمستخدمين.
بدأ الخلل بتحديث روتيني لأذونات قاعدة بيانات تعتمد عليها "كلاودفلير" في تحليل حركة المرور. هذا التغيير أدى إلى ظهور "البيانات الوصفية" داخل قاعدة بيانات r0 أمام نظام لم يكن مهيأ للتعامل معها. البيانات الوصفية هي معلومات توضح كيفية تنظيم البيانات، مثل أسماء الأعمدة وأنواعها، ولا يفترض أن تُعامل كبيانات فعلية.
تعامل نظام إدارة البوتات، المصمم لتمييز الزيارات الحقيقية عن الآلية، مع هذه المعلومات كبيانات تشغيلية. يعتمد هذا النظام على ملف يتم تحديثه كل خمس دقائق ليضم "ميزات" تستخدمها خوارزميات الذكاء الاصطناعي لرصد السلوك الآلي. ومع ظهور بيانات غير متوقعة، تضخم حجم الملف إلى الضعف، متجاوزاً الحد الأقصى الذي يمكن للنظام التعامل معه.
عند هذه النقطة، توقفت الخوادم الوكيلية الأساسية في "كلاودفلير"—المعروفة باسم FL—عن العمل لعدم قدرتها على قراءة الملف المتضخم. ومع انتشار التحديث بين خوادم الشركة، ظهرت خوادم تعمل بشكل طبيعي وأخرى متعطلة، مما جعل الأعطال متقطعة ومربكة، وكأنها هجوم إلكتروني مستمر.
أثر الانهيار على خدمات تعتمد عليها مواقع عديدة، فظهرت صفحات خطأ للمستخدمين، وتعطل نظام Turnstile CAPTCHA المستخدم للتحقق من الهوية، وارتفعت الأخطاء في خدمة Workers KV التي تشغل أجزاء من لوحة التحكم وخدمات المصادقة. كما تراجع أداء أنظمة حماية البريد الإلكتروني لبعض الوقت، ولكن البيانات الحساسة لم تتعرض لأي اختراق.
تمكنت الشركة من استعادة الاستقرار بعد وقف انتشار الملف الخاطئ، والعودة إلى نسخة سليمة، ثم إعادة تشغيل الخوادم، لتعود الشبكة إلى عملها الطبيعي.
يرى مراقبون أن هذا العطل يوضح أن الاعتماد العالمي المتزايد على مزودي الخدمات السحابية يجعل أي خطأ داخلي، مهما كان صغيراً، قادراً على إحداث تأثيرات واسعة عبر الإنترنت بأكمله.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار