أعلنت الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، الأربعاء 8 تشرين الأول، عن اكتشاف مخالفات في آلية صرف وتوزيع السيولة النقدية خلال جولة رقابية مفاجئة على أحد المصارف العامة في سوريا، دون الإفصاح عن اسم المصرف المعني.
وأوضحت الهيئة، عبر قناتها الرسمية على “تلجرام”، أن الجولة الرقابية كشفت عن وجود تجاوزات ومخالفات في طريقة توزيع المبالغ النقدية، حيث يتم توجيهها نحو فئات معينة على حساب فئات أخرى، مشيرة إلى وجود “محسوبيات واستثناءات غير مبررة”.
وبحسب الهيئة، بلغت قيمة هذه الاستثناءات الممنوحة لبعض الشركات والأفراد ما يزيد على عشرة مليارات ليرة سورية، أي ما يعادل نحو 770 ألف دولار أمريكي.
وأكدت الهيئة المركزية اتخاذ إجراءات فورية بحق المتورطين في هذه المخالفات، شملت:
- كف يد عدد من الموظفين المتورطين.
- إحالة ملف المخالفات إلى الجهات المختصة للتحقيق واستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.
- تقديم مقترحات تنفيذية تهدف إلى تخفيف الازدحام أمام المصارف وضمان وصول المعاشات إلى مستحقيها بسهولة وكرامة.
قضية فساد في "السورية للطيران"
في سياق متصل، أعادت الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش فتح ملف قضية فساد قديمة في "السورية للطيران"، سبق أن كشف عنها وكلاء من الجهاز المركزي للرقابة المالية خلال فترة النظام السابق. دارت وقائع القضية بين مكاتب حجوزات "السورية للطيران" ومديرية الشؤون التجارية والتسويق بالمؤسسة، وذلك قبل سقوط النظام السابق بنحو تسعة أشهر.
وأكد مصدر مطلع على القضية لـ عنب بلدي (طلب عدم ذكر اسمه)، أن فريقًا متخصصًا من الهيئة بدأ تحقيقاته في قضية اختلاس تتجاوز قيمتها 13 مليار ليرة سورية. وتتمثل القضية في قيام الشؤون التجارية والتسويق (مكاتب الحجز) في المؤسسة السورية للطيران بإصدار تذاكر سفر وهمية وتسديدها خارج الأطر القانونية. وقد باشر الفريق الاستماع إلى بعض الشهادات المتعلقة بالقضية.
وأشار المصدر إلى أن الخطوط الجوية السورية تصدرت مشهد تحقيقات الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، بعد حصول الفريق المختص على "وثائق" تكشف عن وجود شبكة منظمة داخل "السورية للطيران"، استغلت الصلاحيات الإلكترونية المتاحة في النظام المركزي للحجوزات والإصدار لاختلاس المليارات من العملات السورية والأجنبية.
وكشف مدير سابق في الشؤون التجارية والتسويق بـ"السورية للطيران" لـ عنب بلدي (طلب عدم ذكر اسمه)، أن الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، بعد إعادة فتح التحقيق في القضية، استدعت مديرين اثنين سابقين للمؤسسة السورية للطيران، ومديرًا فنيًا، للاستماع إلى شهاداتهم بخصوص قضية الاختلاس والتزوير.
تصنيف متأخر على مؤشر الفساد
أصدرت منظمة الشفافية الدولية في شباط الماضي نتائج مؤشر مدركات الفساد للعام 2024 لدول العالم. ووفقًا للتصنيف الجديد، احتلت سوريا المرتبة الرابعة كأسوأ الدول من حيث انتشار الفساد، بعد حصولها على 12 نقطة.
وشهدت سوريا تحسنًا طفيفًا في تصنيف مؤشر الفساد مقارنة بعام 2023، حيث كانت تحتل المركز الثاني بالشراكة مع فنزويلا بـ 13 نقطة كأسوأ دول العالم من حيث الفساد.
وأشارت منظمة الشفافية الدولية إلى أن معظم البلدان التي حصلت على أدنى الدرجات في مؤشر الفساد تقع في البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات.