الثلاثاء, 25 نوفمبر 2025 01:24 PM

تحليل: تصنيف محتمل للإخوان المسلمين كإرهابيين قد يحد من نفوذهم في سوريا ويعيد تشكيل المنطقة

تحليل: تصنيف محتمل للإخوان المسلمين كإرهابيين قد يحد من نفوذهم في سوريا ويعيد تشكيل المنطقة

غرفة الأخبار – نورث برس

يرى محللون أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نيته تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كـ "منظمة إرهابية أجنبية" ليس تطوراً مفاجئاً، بل يأتي في سياق توجه أميركي لإعادة تشكيل ملامح الشرق الأوسط. ويشيرون إلى أن هذه الخطوة ستؤثر بشكل مباشر على وجود الجماعة في سوريا، وقد تحد من تحركاتها ونشاطها هناك.

في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قدمت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا وثيقة سياسية بعنوان "العيش المشترك في سوريا"، عرضت فيها رؤيتها للدولة المستقبلية، مؤكدة على "مبادئ الديمقراطية، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، وحرية الاعتقاد"، متجاهلة دعوة غير رسمية من دمشق لحل الجماعة. وقبل شهرين من إصدار الوثيقة، نشر أحمد موفق زيدان، مستشار الرئيس السوري للشؤون الإعلامية، مقالة دعا فيها جماعة الإخوان المسلمين إلى حل نفسها طوعياً، موضحاً أن ذلك يعبر عن رأيه الشخصي.

هندسة المنطقة

يقول منير أديب، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، لنورث برس، إن وزير الخارجية الأميركي، مارك روبيو، صرح في آب/ أغسطس الماضي بأن البيت الأبيض يدرس هذا التوجه، مشيراً إلى أن الأمر قد يستغرق وقتاً طويلاً. كما كانت هناك تصريحات مماثلة من متحدثة باسم البيت الأبيض، مما يدل على وجود نية وإرادة أميركية لدراسة هذا التصنيف.

ويرى أديب أنه بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023، تتشكل خريطة جديدة للشرق الأوسط، لا تقتصر على الحدود الجغرافية، بل تشمل القوى السياسية والفاعلة، والتنظيمات الإسلامية الراديكالية ذات البعد السني والشيعي، مثل حزب الله اللبناني والحوثيين والإخوان المسلمين وغيرها. ويضيف أن واشنطن تعمل اليوم على هندسة المنطقة العربية بما يحقق أمنها وأمن الشرق الأوسط والعالم.

تقييد في سوريا

يرجح منير أديب أن تقوم واشنطن بوضع جماعة الإخوان المسلمين على قوائم الإرهاب، مما سيؤثر بشكل كبير على قدرة الجماعة وفعاليتها وحضورها، خاصة في الشرق الأوسط، الذي يعتبر منشأها التقليدي. ويتابع أن القرار الأميركي المنتظر قد يؤثر على وجود الجماعة في سوريا، إلا أن هذا التأثير سيكون إيجابياً لأن واشنطن تسعى إلى تهذيب وهندسة التنظيمات الراديكالية المؤثرة على أمنها وأمن حلفائها. ويوضح أن الولايات المتحدة لا تستهدف جميع التنظيمات الإسلامية، بل تسعى إلى تصنيف الإخوان فقط، دون أن يشمل ذلك التنظيمات الأخرى التي لها صلة بالجماعة أو المنفصلة عنها تنظيمياً، مثل هيئة تحرير الشام.

مصدر أيديولوجي للعنف

يقول ألبرت فرحات، المختص في شؤون الإرهاب، إن نية الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كـ "منظمة إرهابية أجنبية" تهدف إلى تشديد الضغط على الحركة دولياً، ومواءمة السياسة الأميركية مع عدد من الدول الحليفة التي سبق أن صنّفت الجماعة كتنظيم إرهابي، مثل الإمارات والسعودية ومصر والبحرين وروسيا.

ويشير فرحات، المقيم في باريس، لنورث برس، إلى أن الدافع الرئيسي وراء القرار هو اتهام الجماعة بأنها مصدر أيديولوجي وداعم محتمل لجماعات العنف والتطرف في عدة مناطق، ويرى مؤيدو القرار أنه أداة لمكافحة التطرف الإسلامي المتشدد وتحجيم نفوذ الإخوان السياسي والمالي. كما يهدف القرار إلى دعم سياسات مكافحة الإرهاب عبر تجريم التعامل مع الجماعة داخل الأراضي الأميركية، وتعزيز العلاقات مع الدول الحليفة التي تحارب الإخوان، إضافة إلى الحد من قدرتها على التمويل والحشد السياسي والأنشطة الدعوية من خلال تصنيف الفروع والشخصيات المرتبطة بها، وفق فرحات.

تاريخ معقد للجماعة بسوريا

ويضيف ألبرت فرحات بأن للخطوة الأميركية تداعيات كبيرة على الساحة السورية، نظراً إلى التاريخ المعقّد للجماعة هناك. ويُشير إلى أن الإخوان المسلمين كان لهم دور رئيسي في المعارضة السورية منذ عقود، وكانوا جزءًا فاعلًا في المجلس الوطني السوري ولاحقاً الائتلاف الوطني لقوى الثورة، وأي قرار أميركي بتصنيف الجماعة على قوائم الإرهاب سيضعف أي نفوذ متبقٍ للجماعة، وسيقطع الدعم الاقتصادي والقانوني عن المرتبطين بها، خصوصاً المقيمين في الولايات المتحدة أو الذين يتلقون دعماً منها.

ويذكر المختص بشؤون الإرهاب: "القرار قد يعمق الانقسامات بين فصائل سورية، إذ ستسعى تلك الفصائل إلى الابتعاد عن أي ارتباط بالإخوان خشية التعرض للعقوبات أو التضييق الدبلوماسي. وعلى الصعيد الدولي، سيجعل القرار أي أطراف سورية أو عربية تتعاون مع الإخوان في موقع التوجس والريبة خلال الحوارات السياسية أو عمليات التسوية، ما يضعف دور الجماعة في أي ترتيبات سياسية مقبلة، وفقاً لفرحات.

إعداد وتحرير: عبدالسلام خوجة

مشاركة المقال: