الإثنين, 29 سبتمبر 2025 01:54 PM

تحولات المواقف السياسية: قراءة في الطبيعة البشرية من منظور سوري

تحولات المواقف السياسية: قراءة في الطبيعة البشرية من منظور سوري

يرى خطيب بدلة أن دراسة طبائع البشر بنزاهة، ودون تحيزات أيديولوجية، تحمل متعة كبيرة. ويستذكر شخصًا كان يظهر في الأمسيات الثقافية والأدبية، ويميل إلى تخريب الأفكار والاستهزاء بجهود الآخرين. ويتذكر بدلة محاضرة لمثقف قدم رؤية تحررية حول قضية المرأة، وبعدها اعترض هذا الشخص قائلاً إن كلام المحاضر لا قيمة له، لأن الله كرم المرأة بالغسيل والكوي وتربية الأولاد.

ويشير بدلة إلى أن متعته بمراقبة تبدل المواقف قد تضاعفت في الأشهر الأخيرة. ويرى أن المشهد العام يوحي بأن حافظ الأسد وبشار الأسد أمضيا 54 عامًا في الحكم بدون أنصار أو مؤيدين. ويتساءل: هل يعقل أن مسيرات التأييد المليونية لحافظ الأسد كانت كاذبة؟ وهل كان الأشخاص الذين يرقصون ويحملون الصور واللافتات يكرهون حافظ الأسد وبشار الأسد ونظاميهما؟ ويتساءل أيضاً عن مصير الثلاثة ملايين بعثي الذين كانوا ينتظرون إشارة من أمين الشعبة أو أمين الفرع للخروج إلى الشوارع.

يؤكد بدلة أنه يمتلك موقفًا مبدئيًا ثابتًا من الاستبداد، ولهذا عارض نظام الأسد. ولكنه يوضح أن هدفه هنا هو فهم الطبائع السياسية للبشر. ويتذكر حكايات كثيرة عن غرابة هذه الطبائع، ويستذكر لقاءه في تركيا بالأستاذ سين، المثقف السوري المعارض الشرس لبشار الأسد. ويصف بدلة معارضة سين بأنها حالة إسعافية، وصلت إلى حد الاصطدام مع بعض أصدقائه المعارضين، بسبب معارضتهم "الباردة".

ويشير بدلة إلى أنه سمع قبل الثورة أن سين كان مقربًا من بشار الأسد، ولكنه كذب الخبر. ثم بدأت تتجمع لديه خيوط قصة عجيبة عن علاقة سين ببشار الأسد، ملخصها أن سين سافر في سنة 2000 إلى حلب لإلقاء محاضرة في اتحاد الكتاب. وبعد المحاضرة، اصطحبه صديقه إلى مسرحية لهمام حوت. وبالمصادفة، دخل بشار الأسد وجلس في الصف الأول. وبعد انتهاء العرض، سلم بشار على سين، وقدمه أحد المرافقين إليه، وأشاد به وبإنجازاته الأدبية. ودعاه سين لزيارة مكتبه في دمشق، فقبل بشار الدعوة ووعده بزيارة قريبة.

ويختتم بدلة بالإشارة إلى أن سين مرض بحب بشار الأسد في تلك الأيام، وأنه أجرى للمكتب تنظيفات وترتيبات شاملة، وأحضر مهندس ديكور لتوسيع فتحة مدخل المكتب، لأن بشار طويل ويخاف أن يصطدم بالنجفة!

مشاركة المقال: