الثلاثاء, 20 مايو 2025 03:11 AM

تدهور الخدمات يشل المنطقة الصناعية في الرقة: استياء شعبي ووعود معلقة

تدهور الخدمات يشل المنطقة الصناعية في الرقة: استياء شعبي ووعود معلقة

تشهد المنطقة الصناعية في مدينة الرقة تدهوراً كبيراً في الواقع الخدمي، ما دفع العاملين وأصحاب المحال التجارية لإطلاق شكاوى متكررة، مطالبين بتحسين الأوضاع التي وصفوها بـ”الكارثية”. وتتجلى معالم التردي في انعدام تام للطرقات، وتراكم واضح للنفايات أمام الورش والمحال، وسط غياب أي حلول فعلية من قبل الجهات المعنية.

طرق مدمرة ووعود غير منفذة

تقع المنطقة الصناعية في الجزء الشرقي من مدينة الرقة، وتمتد من السور الأثري غرباً وصولاً إلى حي المشلب شرقاً، إلا أن هذه المساحة الحيوية تفتقر إلى أبسط مقومات البنية التحتية. ويلاحظ الزائر للمنطقة غياب شبه تام لمادة الإسفلت، ما يحول شوارعها إلى برك من الوحل شتاءً ومطبات مملوءة بالحجارة صيفاً، وفقاً لما أكده عدد من أصحاب المحال في تصريحاتهم لـ”سوريا 24″.

عمار الحسين (32 عاماً)، وهو صاحب محل لبيع قطع السيارات، أشار إلى أن المنطقة باتت غير صالحة للعمل خلال فصل الشتاء بسبب امتلائها بالحفر المائية والطين، مضيفاً: “صيفاً تتحول الطرق إلى معاناة من نوع آخر بسبب الغبار والمطبات والحجارة، ولا نزال نسمع وعوداً بالتزفيت منذ سنوات دون أي تنفيذ”. وتابع: “لم يتم تعبيد أي شارع داخل المنطقة منذ تحرير مدينة الرقة، وكل ما يحدث هو تسوية الأتربة سنوياً دون أي إجراء فعلي”.

نفايات متراكمة وخدمات غائبة

من جانبه، وصف عبد الغفور العلي (56 عاماً)، أحد العاملين في المنطقة الصناعية، الوضع الخدمي داخل المنطقة بأنه “انعدام تام”، موضحاً أن الطرقات مدمرة والنفايات مكدسة، والكهرباء تصل بشكل متقطع، ما يعيق سير العمل اليومي ويزيد من صعوبة الأوضاع المعيشية. وأضاف: “رغم دفعنا رسوم النظافة شهرياً، إلا أن القمامة لا تُزال إلا مرة أو مرتين في الأسبوع، ما يؤدي إلى تراكمها بشكل مزعج ومؤذٍ”.

وأكد العلي أن الشارع الرئيسي الوحيد الذي جرت محاولة لتعبيده انهار سريعاً بسبب رداءة المواد المستخدمة، قائلاً: “تمت سفلتته مرة واحدة فقط، ولم يصمد حتى موسم الصيف، ثم عادت البلدية لتردم الحفر بالتراب وتسوي الطريق كل بضعة أشهر فقط”.

بلدية الرقة: تعبيد الطرق ضمن خطة العام الجاري

وفي رد من بلدية الرقة، صرّح مصدر مسؤول لـ”سوريا 24″ بأن خطة البلدية للعام الحالي تشمل تعبيد كافة الطرق في المدينة، بما فيها شوارع المنطقة الصناعية. وأوضح المصدر أن “البلدية واجهت خلال السنوات الماضية تحديات كبيرة، أبرزها الانهيار شبه التام للبنية التحتية، ما اضطرنا لترتيب أولوياتنا بدءاً من إعادة الكهرباء وتمديد شبكات الصرف الصحي”.

وأضاف أن التركيز في المراحل السابقة انصب على تعبيد الطرق الرئيسية داخل المدينة، إلا أن “خطة هذا العام تتضمن استكمال تعبيد وتأهيل الطرق المتبقية، بما فيها المنطقة الصناعية التي تُعد من أبرز المراكز الإنتاجية والاقتصادية في المدينة”.

ورغم هذه الوعود، يطالب السكان والعاملون بضرورة الإسراع في التنفيذ على أرض الواقع، معتبرين أن استمرار الوضع الحالي يهدد أعمالهم ويقوّض أي فرصة لإنعاش الحياة الاقتصادية في المنطقة.

مشاركة المقال: