الخميس, 2 أكتوبر 2025 09:28 PM

تدهور نهر البليخ يهدد أراضي قرية الرقة السمرة بخسائر فادحة

تدهور نهر البليخ يهدد أراضي قرية الرقة السمرة بخسائر فادحة

تواجه قرية الرقة السمرة، الواقعة شرقي مدينة الرقة، أزمة متفاقمة نتيجة للتدهور المستمر في مجرى نهر البليخ، مما ألحق أضرارًا جسيمة بأراضيها الزراعية. فقد أدى الفيضان الموسمي للنهر وتراكم الأعشاب والحشائش في مجراه إلى انحراف المياه نحو الحقول، الأمر الذي تسبب في خسائر كبيرة وتهديد مباشر لمصدر رزق الأهالي.

أفاد مصدر في لجنة الزراعة بالرقة بأن أكثر من 4000 هكتار من الأراضي الخصبة تمتد على ضفتي النهر، إلا أن حوالي ألفي دونم منها قد خرجت عن الخدمة الزراعية بسبب توسع المجرى باتجاهها وغمرها بالمياه، مما أفقدها إنتاجيتها بالكامل.

عبّر المزارعون في القرية عن قلقهم العميق إزاء استمرار هذه الكارثة دون أي تدخل فعلي من الجهات المسؤولة، سواء من النظام السابق أو من “قسد”. وقال المزارع سمير عبد الله لمنصة إخبارية: “كل عام نخسر جزءًا من أرضنا بسبب الفيضانات، ولا نجد من يسمع لمطالبنا. زراعة الأرض ليست مجرد مصدر دخل، بل هي حياتنا كلها.”

وأضاف المزارع محمد العيسى للمنصة نفسها: “تراكم الأعشاب داخل مجرى النهر يفاقم المشكلة، فالمياه لا تجد مسارها الطبيعي، فتغمر الحقول وتدمر المحاصيل. نطالب بحلول عاجلة قبل أن نفقد كل أراضينا.”

من جانبه، أكد المزارع أبو محمود في حديثه للمنصة: “الآثار السلبية للإهمال واضحة، خصوصًا مع غياب الصيانة الدورية للنهر. نحن بحاجة إلى خطة مستدامة لتنظيف المجرى وبناء سدود تحد من توسع النهر نحو الأراضي الزراعية.”

إن استمرار الفيضانات الموسمية وتراجع التدابير الوقائية يكشف عن قصور واضح في الإدارة الزراعية والبيئية، الأمر الذي يهدد بتداعيات اجتماعية واقتصادية خطيرة، أبرزها إفقار المجتمع الزراعي في القرية وزعزعة استقراره. وبينما تتواصل معاناة المزارعين وفقدانهم لمصدر رزقهم الأساسي، يظل التدخل السريع مطلبًا ملحًا لضمان مستقبل زراعي مستدام وتحقيق حدٍّ من الأمن الغذائي في المنطقة.

مشاركة المقال: