الثلاثاء, 3 يونيو 2025 03:18 AM

ترامب يبتز العالم: هكذا يجني المليارات من الحروب والأزمات!

ترامب يبتز العالم: هكذا يجني المليارات من الحروب والأزمات!

علي عبود - بعد ولايته الرئاسية الأولى، لم يكن مفاجئًا أن يكون هدف الرئيس دونالد ترامب في ولايته الثانية هو جمع مليارات الدولارات من أثرياء العالم، سواء كانوا أصحاب رؤوس أموال ضخمة أو حكومات تستحوذ على ثروات بلادها وشعوبها.

أعلن ترامب قبل وصوله إلى البيت الأبيض مخاطبًا الجميع: "عليكم أن تدفعوا!" ومن استجاب سريعًا وأبدى استعداده للدفع، ردّ عليه ترامب بفظاظة: "عليكم أن تدفعوا أكثر!"

وعد ترامب بإنهاء الحروب التي أشعلتها إدارة سلفه، ولكنه ليس مجانًا، بل مقابل عشرات المليارات. وهكذا، انصاع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وأهدى ثروات أوكرانيا النادرة ثمنًا للمساعدات العسكرية التي قدمتها أمريكا لحكومته لشن الحرب على روسيا.

لم يستثن ترامب حتى حلفاءه في الناتو، وخاطب زعماء أوروبا: "عليكم أن تزيدوا حصصكم المالية في حلف الأطلسي وأن تدفعوا نفقات قواعدنا العسكرية في بلادكم، وإلا سنتوقف عن حمايتكم!"

أشعل ترامب حرب الرسوم الجمركية، وهي حرب غير مسبوقة أثرت على جميع دول العالم، وكرر مرارًا: "حان الوقت لتدفعوا مقابل استهلاكنا لسلعكم ولدوران عجلات اقتصادكم!"

خلال أقل من مئة يوم، جمع ترامب مئات المليارات، مقابل هدر أسلافه لمليارات على الحروب والمنازعات والمساعدات، مما أوقع أمريكا في ديون تفوق ناتجها المحلي الإجمالي سنويًا!

لاحق ترامب المستثمرين الراغبين بدخول الأسواق الأمريكية، فابتكر لهم "البطاقة الذهبية" بسعر 5 ملايين دولار، قائلًا: "إذا كنتم تريدون جني الأرباح في بلادنا، عليكم أن تدفعوا!"

يبدو أن حسابات رجل الصفقات كانت ناجحة جدًا، حيث كشف وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك أن معدل بيع الحكومة الأمريكية للبطاقات الذهبية في الأشهر الأخيرة لم يقل عن ألف بطاقة يوميًا بقيمة 5 مليارات دولار، أي بقيمة 150 مليار دولار شهريًا!

وحسب الوزير لوتنيك، فإن هناك 37 مليون شخص حول العالم سيسعون لشراء البطاقة الذهبية، وهم الأكثر إنتاجية وخلقًا لفرص العمل في الأسواق الأمريكية.

لا يهتم ترامب بإنقاذ الشعوب من ويلات الحروب، فشغله الشاغل هو المكاسب التي سيجنيها لاحقًا وسريعًا. وبالتالي، كان ثمن محاولاته لإنهاء الحرب الأطلسية الروسية في أوكرانيا هو الاستيلاء على خاماتها النادرة. وبالنسبة للحرب الإسرائيلية على غزة، فقد قالها بلا أي مشاعر إنسانية: "سننقل الفلسطينيين من غزة كي نحولها إلى أكبر منتجع سياحي وعقاري في العالم!"

الخلاصة: استخف الكثيرون بإعلان ترامب عن خططه بضم كندا إلى الولايات المتحدة وبشراء غرينيلاند، ولكن الرجل جاد جدًا ولا أحد يدري ماذا يخطط في الخفاء لكندا وأوروبا والصين والشرق الأوسط، فشعاره كرجل صفقات: بدلًا من أن تنفق أمريكا مئات المليارات على الحروب في الخارج، فلتدفع الحكومات المليارات لإنهاء الحروب أو لحمايتها أو لتجنب اندلاع حروب جديدة على أراضيها!

(موقع أخبار سوريا الوطن-١)

مشاركة المقال: