هل تصريح ترامب بشأن حق أمريكا في عبور قناة السويس مجاناً مجرد زلة لسان أم محاولة لجس النبض؟
يثير تصريح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي نشره عبر حسابه على تروث سوشيال، بخصوص وجوب السماح للسفن الأمريكية العسكرية والتجارية بالمرور مجاناً عبر قناتي بنما والسويس، موجة غضب واستياء في مصر، وسط دعوات إلى التعامل بجدية مع هذا الأمر.
السياسي سيد مشرف يؤكد أن قناة السويس تمثل تاريخاً من التضحية بالدماء والسيادة، ويوجه رسالة إلى ترامب قائلاً: "إلى من يتوهم أن العالم يسير بأمره، فليعلم أن قناة السويس على أرض مصرية، حُفرت بدماء أبنائها." ويضيف أن مصر خاضت حروباً كبرى دفاعاً عن أرضها وسيادتها وقناتها، وقدمت آلاف الشهداء، مؤكداً أن قناة السويس ليست ممراً مجانياً لأحد ولا تخضع للابتزاز.
ويشدد مشرف على أن من أراد العبور فليدفع كغيره، تحت مظلة القانون الدولي واحترام سيادة مصر الكاملة، مؤكداً أن مصر لم ولن تكون تابعة لأحد، والمصريون أصحاب الأرض والقرار.
من جهته، اعتبر السفير فرغلي طه كلام ترامب جاداً جداً، مشيراً إلى أنه لا يأخذ أي كلام عن قناة السويس أو سيناء على أنه هزل، حتى وإن بدا كذلك. ويؤكد على ضرورة خروج مسؤول مصري ليعلن بقوة أن قناة السويس قناة مصرية حُفرت بأياد مصرية واستشهد من أجلها آلاف المصريين، وأن مصر قادرة على الدفاع عنها، وأن كل من يمر بها سيدفع رسوم المرور كاملة.
ويتساءل السفير طه: "هل لدينا من يستطيع إعلان ذلك باسم شعب مصر؟" ويرى أن ترامب يختبر ردود الفعل، وإذا ما رأى قوة إرادة سيتراجع، مستشهداً بأمثلة تاريخية.
ويحذر من أن هذا الكلام قد يكون بالونة اختبار بشأن ما تردد عن "تأجير قناة السويس"، مطالباً الشعب المصري بالرد بأنه لا تأجير ولا بيع لقناة السويس أو أي جزء من سيناء.
في السياق ذاته، يطالب الكاتب نبيل عبد الدولة المصرية بالتصدي لترامب بقوة وحزم، مؤكداً أن الأمة المصرية كلها تقف وراءها في مواجهة هذا "التهريج السياسي المتغطرس".