الثلاثاء, 11 نوفمبر 2025 03:59 PM

ترامب يشيد بالشرع ويتوقع اتفاقاً سورياً إسرائيلياً: سنسعى لنجاح سوريا

ترامب يشيد بالشرع ويتوقع اتفاقاً سورياً إسرائيلياً: سنسعى لنجاح سوريا

شبكة أخبار سوريا والعالم/ واشنطن – (أ ف ب): أثنى الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الرئيس السوري أحمد الشرع بعد محادثات غير مسبوقة في البيت الأبيض يوم الإثنين، مشيراً إلى أن ماضي الشرع سيساعده في إعادة بناء بلاده التي دمرتها الحرب.

ويعتبر الشرع، الذي قاد مع فصائل أخرى عملية عسكرية أطاحت ببشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض منذ الاستقلال عام 1946.

قبل عام واحد فقط، كان الشرع، المعروف آنذاك بأبي محمد الجولاني، يتزعم هيئة تحرير الشام المنبثقة من جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة قبل إعلان فك ارتباطها به.

وكانت الولايات المتحدة تصنفه "إرهابياً عالمياً" ورصدت مكافأة مالية لمن يقدم معلومات عنه، قبل أن تشطب واشنطن الهيئة من قائمة المنظمات الإرهابية في تموز/يوليو.

أعرب ترامب عن رغبته في رؤية سوريا "تنجح" بعد الحرب التي استمرت أكثر من عقد، معتقداً أن الشرع "قادر على تحقيق ذلك".

وبعد الاجتماع المغلق، وصف ترامب الشرع بأنه "قائد قوي جداً"، مضيفاً: "يتحدث الناس عن قساوة ماضيه، كلنا كان ماضينا قاسياً... وأعتقد صراحة أنه لن تكون لديك فرصة إن لم يكن ماضيك قاسياً".

وأشار ترامب إلى أن سوريا "جزء كبير" من خطته الأوسع للسلام في الشرق الأوسط، والتي يعول عليها الرئيس الأميركي لتعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.

إلا أنه لم يؤكد التقارير التي تفيد بأن الشرع سيشرك سوريا في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، أو سيوقع اتفاقاً لمنع الأعمال العدائية مع إسرائيل.

وفي لفتة ملحوظة، ترجل الشرع من سيارته لتحية حشد من مناصريه أمام البيت الأبيض، محاطاً بحراسه الشخصيين.

وذكر منشور للرئاسة السورية على منصة إكس أن المحادثات بين الشرع وترامب تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين "وسبل تعزيزها وتطويرها، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".

"تحول مذهل"

بخلاف البروتوكولات المعتادة للقاءات ترامب مع قادة الدول، كان اللقاء مع الشرع مغلقاً وبعيداً عن الإعلام.

ومع ذلك، نشرت الرئاسة السورية صوراً لترامب وهو يصافح الشرع في المكتب البيضاوي.

كما ظهر الشرع في صور أخرى جالساً قبالة ترامب بحضور كبار المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم نائب الرئيس جاي دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ورئيس الأركان دان كين.

منذ توليها السلطة، سعت القيادة السورية الجديدة إلى قطع الصلة بماضيها العنيف وتقديم صورة أكثر اعتدالاً للسوريين العاديين والقوى الأجنبية.

ويرى مايكل حنا، مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، أن زيارة الشرع للبيت الأبيض "تحمل رمزية كبيرة للزعيم الجديد للبلاد الذي يأخذ خطوة جديدة في تحوله المذهل من زعيم متشدد إلى رجل دولة عالمي".

وكان الرئيس الانتقالي قد التقى ترامب أول مرة في السعودية خلال جولة إقليمية للرئيس الأميركي في المنطقة في أيار/مايو.

وتسعى سوريا، التي خرجت من نزاع مدمر استمر 13 عاماً، إلى تأمين تمويل لإعادة الإعمار التي قدر البنك الدولي تكلفتها بأكثر من 216 مليار دولار.

وبعد وصوله إلى واشنطن، اجتمع الشرع مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا لبحث إمكان مساعدة سوريا بعد سنوات الحرب، ومع ممثلين لمنظمات سورية.

وكان قرار وزارة الخارجية الأميركية يوم الجمعة بشطب الشرع من القائمة السوداء متوقعاً.

وتأتي زيارة الشرع لواشنطن بعد زيارته لمقر الأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر، ليكون أول رئيس سوري منذ عقود يلقي خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأخيراً، أجرى الرئيس السوري اتصالات دبلوماسية مع خصوم واشنطن، حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تشرين الأول/أكتوبر في أول اجتماع لهما منذ إطاحة الأسد، حليف الكرملين.

مشاركة المقال: