أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالدور الذي وصفه بـ "البالغ الأهمية" الذي قام به نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في المفاوضات التي أدت إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
وخلال لقائه بالسيسي في شرم الشيخ على هامش القمة المنعقدة حول غزة، صرح ترامب بأن الدور المصري كان "فعالاً لأن حماس تحترم هذه الدولة والقيادة المصرية".
من جهته، أكد السيسي على أن ترامب هو الشخص الوحيد القادر على تحقيق السلام في المنطقة، قائلاً في اجتماع ضم ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف: "أنا كنت متأكداً أنك الوحيد القادر على تحقيق هذا الإنجاز، أنت وحدك القادر على تحقيق السلام في منطقتنا".
وتأتي قمة شرم الشيخ بعد عامين من الحرب بين إسرائيل وحماس التي أدت إلى دمار كبير في القطاع.
ووصل ترامب إلى شرم الشيخ متأخراً ثلاث ساعات، قادماً من إسرائيل حيث ألقى كلمة أمام الكنيست تحدث فيها عن "بزوغ فجر تاريخي لشرق أوسط جديد".
وكانت إسرائيل وحماس قد توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية قطرية أميركية، دخل حيز التنفيذ ظهر الجمعة.
وبموجب الاتفاق، أطلقت حماس سراح الرهائن الإسرائيليين الأحياء المحتجزين في قطاع غزة مقابل إفراج إسرائيل عن نحو ألفي معتقل فلسطيني.
وأشار ترامب إلى أن المرحلة الثانية من المحادثات، التي تتضمن مناقشة مستقبل الحكم في غزة والجدول الزمني لانسحاب القوات الإسرائيلية، قد بدأت بالفعل.
وتبادل ترامب والسيسي وأردوغان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني والقادة والمسؤولون المشاركون في القمة صورة تذكارية قبل انطلاقها.
والتقى ترامب بالرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش القمة وتبادلا الأحاديث الجانبية.
ويعد هذا اللقاء الأول بين ترامب وعباس منذ منع واشنطن له من حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي.
وطلب السيسي من ترامب دعمه لمؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة الذي تعتزم القاهرة تنظيمه، داعياً لاستكمال مراحل اتفاق وقف النار.
وشدد السيسي على ثقته بأن ترامب "هو الوحيد القادر على إنجاز اتفاق غزة"، معرباً عن شكره له باسم المصريين ومحبي السلام على تحقيق هذا الإنجاز.
وتسعى مصر إلى تفعيل خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، بتكلفة تقدر بنحو 53 مليار دولار.
وقبل توجهه إلى مصر، زار ترامب إسرائيل، حيث ألقى خطابا أمام الكنيست أكد فيه انتهاء الحرب على غزة رسميا.
ويترأس القمة السيسي وترامب، بمشاركة أكثر من 20 زعيما ومسؤولا دوليا، من بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والفلسطيني محمود عباس، وأمير قطر تميم بن حمد، وملك الأردن عبد الله الثاني، وزعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا.
وتهدف القمة إلى "إنهاء الحرب في غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي".
وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلن ترامب توصل إسرائيل وحماس، لاتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
وبدأت إسرائيل إطلاق سراح المئات من الأسرى الفلسطينيين، وسط اتهامات فلسطينية لتل أبيب بالتلاعب بقوائم الاسرى.
ومن المقرر أن تبدأ بعد أيام مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، مع تمسك “حماس” بإنهاء تام لحرب الإبادة، وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي، وعدم التخلي عن “سلاح المقاومة” للاحتلال.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و869 شهيدا، و170 ألفا و105 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.