السبت, 6 ديسمبر 2025 10:37 PM

تسريبات تكشف ازدراء الأسد للغوطة واستهزاء الشبل بالجنود خلال زيارة 2018

تسريبات تكشف ازدراء الأسد للغوطة واستهزاء الشبل بالجنود خلال زيارة 2018

مقاطع مسربة تفضح كواليس زيارة الأسد للغوطة الشرقية

انتشرت اليوم مقاطع مسربة تظهر الرئيس السابق للنظام “بشار الأسد” خلال زيارته إلى الغوطة الشرقية في آذار 2018، برفقة مستشارته الإعلامية “لونا الشبل”. يظهر الأسد في المقطع وهو يشتم الغوطة الشرقية بعبارة “بدها دبح”، ما يعكس الألم الذي سببته له المنطقة وتأثيرها على استقرار حكمه.

كما تسخر “الشبل” من “سهيل الحسن”، أحد أبرز القادة العسكريين، ومن “بشار الجعفري”، سفير النظام في الأمم المتحدة، الذي أطلق عليه الموالون لقب “أسد الدبلوماسية”. ويسخر الأسد أيضاً من لقب عائلته، معبراً عن نيته البحث عن لقب آخر بدلاً من “الأسد”. في الوقت نفسه، تسخر “الشبل” من جنود تجمّعوا حول سيارته لتقبيل يده، محولة إياهم إلى موضع استهزاء بسبب ذلهم أمام بشار الأسد.

بدا لافتاً تفاجؤ بشار الأسد بوجود دبابة على جانب الطريق دون جنود، وغياب أي عناصر أمنية في المنطقة التي تمر بها سيارته. كما تفاجأ بحاجز عسكري تبين أنه تابع لعناصر “حزب الله”، ما يظهر مدى جهله بتفاصيل الميدان والمعارك.

في أحد المقاطع المسربة، يكشف الأسد عن شعوره بالقرف من البلاد بسبب الأحداث التي جرت فيها، لكن هذا القرف، بحسب التسريب، زاده تمسكاً بالسلطة والإمعان في دماء أهل البلاد.

كيف صور الإعلام الرسمي الزيارة؟

تكشف هذه التسريبات عن كواليس نادرة لزيارة رئاسية، ما يسمح بمقارنة هذه الكواليس السرية مع الخبر الرسمي الذي تم بثه عن الزيارة. بالعودة إلى أرشيف ، نجد أن الخبر آنذاك تحدث عن جولة الأسد على “الخطوط الأمامية” في الغوطة ولقاء عدد من “أبطال الجيش”.

وذكر الخبر أن الأسد قال حينها إن الشعب السوري فخور بكل جندي حمل البندقية للدفاع عن وطنه، وفخور بالإنجازات الميدانية التي تتحقق في سبيل استعادة الأمن والأمان وإنقاذ المواطنين السوريين من براثن الإرهاب وداعميه. بينما في الواقع، كان يشتم الغوطة وأهلها سراً، ما يكشف حقيقة شعوره تجاه “إنقاذ المدنيين”.

وفي محاولة لرفع معنويات عناصره، كان الأسد يقول لهم إن كل جندي أو طيار ينفذ المهمة الموكلة إليه يغير خارطة السياسة العالمية، بينما كانت مستشارته تهزأ بهم وبولائهم له ومحاولتهم تقبيل يديه.

الأهالي الذين قال عنهم سراً “بدهم دبح”، كان يقول أمام الإعلام إن الدولة مسؤولة عن حمايتهم جميعاً وإيلاء الأهمية القصوى للمدنيين في مناطق القتال، ويتحدث عن احتضان الشعب للجيش وحماية الجيش للمواطنين.

هذه الصورة المكتملة للمشهد تظهر التناقض الهائل بين ما يقال أمام الكاميرات لإيصاله للناس، وما يقال خلف الكواليس ليعبر عن الحقيقة. الحقيقة أن الأسد كان مستاءً من الغوطة وأهلها لأنهم ثاروا ضده، ومستاءً من جيشه بسبب هزائمه التي أوصلته للحاجة إلى الروس وحزب الله، ومستاءً من سهيل الحسن لأنه يحاول الظهور بمظهر البطل، فيما يقول إنه لا يملك شعوراً تجاه رؤية صوره في الشوارع، معتبراً أن العقل لا يراها، في إشارة إلى أنها باتت جزءاً من اللا وعي لكثرة حضورها حيثما كان، إلا أن أي محاولة من أحد للحضور جانبها كانت إشارة تهديد للأسد يشعر إزاءها بالذعر، وربما يعد الكشف عن هذه المقاطع مثالاً عن موقف الأسد من زياراته إلى المناطق وتناقض تصريحاته مع شعوره الحقيقي تجاه سوريا وأهلها الذين ثاروا عليها إلى أن هرب بحماقته وسخفه خارج البلاد.

مشاركة المقال: