في خطوة تهدف إلى تحسين بيئة العمل الإعلامي، اتفق وزيرا الإعلام، حمزة مصطفى، والداخلية، أنس خطاب، على تنسيق الجهود لتسهيل عمل البعثات الصحفية ومنح التراخيص الإعلامية. جاء ذلك خلال اجتماع عقد بين الجانبين في 3 أيار، حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا).
أوضح مسؤول الشؤون الصحفية في وزارة الإعلام، عمر حاج أحمد، أن التراخيص التي نوقشت تهدف إلى تسهيل عمل الصحفيين والإعلاميين السوريين والوفود الصحفية الأجنبية. وستساهم التعاميم الشرطية الصادرة من الوزارتين في تسهيل عمل حاملي البطاقات الصحفية أو تصاريح العمل الإعلامية التي تمنحها وزارة الإعلام.
أكد عمر الحاج أحمد أن هذه التراخيص تشمل جميع العاملين في المجال الإعلامي بمختلف تخصصاتهم. وأشار إلى أن طلبات تراخيص المؤسسات الإعلامية لم يتم التطرق إليها في الاجتماع، ولا تقع ضمن اهتمام وزارة الداخلية حاليًا.
وبيّن حاج أحمد أنه لا توجد موانع للعمل الإعلامي، سواء للأفراد أو المؤسسات، طالما لم يتبنَ الإعلامي أو المؤسسة خطاب الكراهية أو التحريض الطائفي أو الإخلال بالسلم الأهلي، أو ممارسة الصحافة الصفراء المبنية على الإشاعات والترويج لها.
مدونة لمنع خطاب الكراهية
أشار عمر حاج أحمد إلى أن وزارة الإعلام تعمل على وضع مدونة أخلاقية وميثاق لتركيز الاهتمام على أخلاقيات العمل، وعلى رأسها منع خطاب الكراهية والخطاب الطائفي وكل ما يخلّ بالسلم الأهلي. وستتولى مديرية الشؤون الصحفية ومديرية الرصد والتقييم مسؤولية مراقبة أخلاقيات العمل الإعلامي.
يذكر أن وسائل الإعلام السورية اعتادت في عهد الأسد الأب والابن على نشر خطاب السلطة وتوجهاتها. واستخدم النظام السابق الإعلام الخاص لتمرير أجندته السياسية وتخدير الرأي العام دون الالتزام بمعايير الدقة والحياد والموضوعية في نقل الأخبار.
منذ سقوط النظام، أوقفت "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون" بثها على قمر نايل سات، وتوقفت العديد من وسائل الإعلام الرسمية عن العمل، مثل "الإخبارية السورية". في المقابل، استمرت وكالة الأنباء السورية (سانا) في العمل.
واليوم، انطلقت "الإخبارية السورية" عند الساعة الخامسة مساءً كأول وسيلة إعلامية حكومية تبث بشكل رسمي منذ سقوط نظام الأسد.
وقال مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، علاء برسيلو، إن قناة "الإخبارية السورية" هي أول قناة رسمية سورية وأول قناة فضائية تبث محتواها من داخل سوريا بعد التحرير. وأضاف برسيلو لموقع "الإخبارية": "أول ما حرصنا عليه هو تحسين صورة البث، فمعدات التلفزيون السوري متهالكة وقديمة للغاية، لذلك عملنا على أن نخرج بمحتوى بصري مميز يتسق مع رؤيتنا لإعلام حداثي".
وأشار إلى أن قسم الإعلام الرقمي حظي باهتمام كبير في إدارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لمواكبة التطور في الإعلام الرقمي، سواء من ناحية المحتوى أو الجودة.
وأكد برسيلو أنه مع إطلاق "الإخبارية"، ستبدأ إدارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون العمل على إطلاق قنوات وإذاعات سورية أخرى تؤدي وظائف مهمة وضرورية للأسرة السورية. وستكون القناة الفضائية الأولى هي المشروع التالي، كقناة للأسرة والبيئة السورية، ذات جرعة اجتماعية أكبر على حساب الجرعة السياسية والإخبارية في "الإخبارية السورية".