ذكرت مجلة نيوزويك أن الولايات المتحدة تقوم بتوسيع نطاق وجودها العسكري في منطقة الشرق الأوسط بشكل ملحوظ، وذلك في ظل تصاعد التوترات مع إيران، واستمرار هجمات جماعة الحوثيين في البحر الأحمر، بالإضافة إلى الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
يتضمن هذا التعزيز، الذي يتزامن مع محادثات نووية هامة بين واشنطن وطهران في مسقط، نشر أنظمة دفاع صاروخي متطورة، وقاذفات استراتيجية، وحاملات طائرات، ومجموعات هجومية تعمل في نطاق واسع يمتد من البحر الأحمر وصولاً إلى دييغو غارسيا.
يأتي هذا التحرك في ظل تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتخاذ إجراءات عسكرية وفرض عقوبات إضافية في حال فشل المفاوضات التي وافقت إيران على المشاركة فيها، مؤكدة استعدادها للانخراط على الرغم من اللهجة العدائية التي تتبناها واشنطن.
ترى نيوزويك أن محادثات عمان تمثل منعطفًا دبلوماسيًا حاسمًا في العلاقات الأميركية الإيرانية، مع تركيز الاهتمام العالمي على مدى قدرة أي اتفاق جديد على الحد من طموحات طهران النووية، خاصة في ظل قلق إسرائيل من أي اتفاق قد يبقي قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم سليمة.
أوضح سينا آزودي، المحاضر في جامعة جورج واشنطن والخبير في السياسة الخارجية الإيرانية، أن هذه التعزيزات تعكس مدى جدية الموقف الأميركي، مؤكدًا أن "دبلوماسية الزوارق الحربية الأميركية، والتهديدات المبطنة والصريحة بالعمل العسكري، ونشر الأسلحة في المنطقة، زادت من احتمال استخدام الولايات المتحدة للقوة الغاشمة للتعامل مع توسع البرنامج النووي الإيراني".
أشار الأدميرال سام بابارو من القيادة الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادي، إلى أن أكثر من 70 رحلة شحن جوية قامت بنقل كتيبة دفاع جوي أميركية من طراز باتريوت من المحيط الهادي إلى الشرق الأوسط، دون الكشف عن الموقع الدقيق لنشر هذه الكتيبة.
أفادت المجلة بنشر بطارية ثاد ثانية في إسرائيل، مشيرة إلى وجود نحو 100 جندي أميركي متمركزين في إسرائيل لتشغيل هذا النظام الذي تبلغ تكلفته مليار دولار، والذي يتكامل مع أنظمة الرادار والدفاعات الجوية الإسرائيلية، ويستطيع اعتراض أهداف على بعد يصل إلى 124 ميلاً.
بالفعل، قام البنتاغون بنشر قاذفات شبح من طراز بي-2 سبيريت في قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، وهي قادرة على حمل رؤوس نووية وتنفيذ مهام اختراق عميق، وذلك كجزء من استراتيجية ردع أوسع نطاقًا، في إطار استعداد الولايات المتحدة لمواجهة محتملة.
تتواجد حاليًا في المنطقة حاملتا الطائرات الأميركيتان، هاري إس ترومان وكارل فينسون، مما يعزز قدرة واشنطن على ردع الاستفزازات البحرية الإيرانية والرد على التهديدات، بما في ذلك هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر.
قال سينا آزودي: "أعتقد أن الإيرانيين يستكشفون سبل الدبلوماسية مع إدارة ترامب لمعرفة معايير هذا الاتفاق، فإذا كانت واشنطن تسعى لتفكيك البرنامج النووي، فلن يكون هناك اتفاق، ولكن إذا كانت، كما قال ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، تريد التحقق فقط، فهناك فرص للتوصل إلى اتفاق، بشرط أن تقبل الولايات المتحدة قدرة تخصيب في إيران".
صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي: "بجدية ويقظة صريحة، نمنح الدبلوماسية فرصة حقيقية. ينبغي للولايات المتحدة تقدير هذا القرار الذي اتخذ رغم الضجيج السائد".