الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 12:20 PM

تصاعد التوتر: تهديدات إسرائيلية مستمرة وحوار محتمل برعاية أمريكية بعد زيارة البابا

تصاعد التوتر: تهديدات إسرائيلية مستمرة وحوار محتمل برعاية أمريكية بعد زيارة البابا

بعد مغادرة البابا لاوون الرابع عشر بيروت، وفي ظل شعار زيارته "طوبى لفاعلي السلام"، يواجه اللبنانيون حالة تأهب بسبب التهديدات الإسرائيلية المتزايدة بشن حرب، مع تحديد نهاية الشهر كموعد محتمل لتصعيد جديد. تشير التسريبات إلى أن خطر الحرب لا يزال قائماً بعد مغادرة البابا.

هذه الأجواء تزامنت مع تصريحات وزير خارجية العدوّ جدعون ساعر بأن "حزب الله ينتهك السيادة اللبنانية، ونزع سلاحه ضروري لأمن إسرائيل ومستقبل لبنان". يتزامن هذا مع ترقب لبنان لاجتماع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم)، بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، التي وصلت إلى تل أبيب والتقت برئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس.

في سياق متصل، تتصاعد الحملة على حزب الله، حيث تبيّن أن التحذيرات السابقة من اعتباره "خطراً على المجتمع اللبناني" كانت إشارة لبدء حملة إسرائيلية جديدة، من المتوقع أن تشارك فيها قنوات إعلامية عربية وسياسيون وإعلاميون لبنانيون. تهدف الحملة إلى تصوير الحزب كمنظمة إجرامية والمطالبة بحظره.

نشر جيش الاحتلال "معلومات" حول تورط حزب الله في تصفية شخصيات لبنانية "تمتلك معلومات" عن انفجار مرفأ بيروت. البيان ذكر أسماء جوزيف سكاف الذي قُتل عام 2017، ومنير أبو رجيلي الذي قُتل في كانون الأول 2020، والمصوّر جو بجاني الذي اغتيل في الشهر نفسه، إضافة إلى الناشط لقمان سليم الذي قُتل في شباط 2021، مدعياً أنهم قُتلوا على يد "وحدة سرية في حزب الله" لمعرفتهم معلومات عن انفجار المرفأ.

مع مغادرة البابا، الذي دعا إلى الحوار ونزع السلاح، عادت قضية المفاوضات مع إسرائيل إلى الواجهة. علم أن الرئيس جوزيف عون سيبلغ أورتاغوس رسمياً باختيار لبنان لبول سالم، رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن، لتمثيله في المفاوضات، وتكليفه بعقد اجتماع مع مندوب إسرائيلي برعاية أمريكية لإطلاق المسار التفاوضي.

أفادت مصادر أن قرار عون، الذي التقى سالم قبل زيارة البابا، أثار توتراً بين بعبدا وحارة حريك، واستياءً في عين التينة، بسبب عدم حسم آلية التفاوض وطبيعة الوفد المفاوض وشكل المفاوضات، واتخاذ عون القرار منفرداً.

من المتوقع أن تتسع الهوة حول هذا الملف، خاصة وأن عون سيستند إلى دعوة البابا للحوار والسلام لدعم موقفه.

في روما، صرح البابا بأن الفاتيكان سيواصل السعي لإقناع الأطراف في لبنان بالتخلي عن السلاح والعنف والالتزام بالحوار. وأكد استمراره في التواصل مع القادة لإحلال السلام، رداً على سؤال حول إيصال صرخة اللبنانيين إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الاعتداءات الإسرائيلية.

تتردد معلومات عن دور يقوم به السفير البابوي في لبنان، المونسنيور باولو بورجيا، في ملف المفاوضات، حيث طمأن شخصيات لبنانية بأن لا حرب في المدى المنظور، وأن البابا سيجري اتصالات إقليمية ودولية لخفض التوتر والدفع باتجاه مفاوضات جدية.

في المقابل، تحدثت "القناة 14" الإسرائيلية عن وساطة مصرية بين إسرائيل وحزب الله لمنع اندلاع مواجهة واسعة، مشيرة إلى رفض حزب الله للوساطة بحجة عدم تجاوز الحكومة اللبنانية.

تتوالى التقارير حول احتمال تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة ضد بنى حزب الله في لبنان، وسط ما تصفه تل أبيب بـ"التعاظم الخطير والمتسارع" لقدرات الحزب. نقل موقع "والاه" الإسرائيلي عن مصادر أمنية وسياسية أن احتمالات التصعيد باتت مرتفعة، وأن صبر إسرائيل شارف على النفاد.

وبحسب الموقع نفسه، فإن القيادة السياسية في إسرائيل وجهت رسائل تهديد واضحة إلى لبنان عبر الوسطاء، محذرة من أن استمرار سباق التسلح الذي يقوده حزب الله سيدفع إسرائيل إلى خطوات أكبر وأكثر تشدداً.

أضاف الموقع أن تل أبيب كانت تعتقد أن الضربة التي تلقاها الحزب خلال عملية سهام الشمال ستمنح الحكومة اللبنانية والجيش فرصة لفرض سلطة الدولة في الجنوب، لكن النتائج جاءت معاكسة.

أشار الموقع إلى أن الجيش الإسرائيلي كان قريباً من تنفيذ ضربات تحذيرية داخل بيروت، غير أن تلك العمليات جمدت مراراً تحت ضغط الإدارة الأميركية، قبل أن يسمح الأسبوع الماضي بتخفيف بعض القيود.

أكد دبلوماسي أوروبي أن هناك خطراً متزايداً من تصاعد التوتر على الجبهة اللبنانية عقب اغتيال أحد قياديي حزب الله، مشدداً على حق إسرائيل في التحرك إذا حاول الحزب استعادة نشاطه في جنوب لبنان. وكشف الدبلوماسي أن إسرائيل قد تقدم على توجيه ضربة إلى إيران خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة.

مشاركة المقال: