ارتفعت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على بلدة بيت جن في ريف دمشق إلى 13 قتيلاً و24 مصابًا، وسط موجة إدانات عربية وأممية للهجوم الذي نفذه الجيش الإسرائيلي فجر الجمعة 28 تشرين الثاني. وأعلن مدير صحة ريف دمشق، توفيق حسابا، عن ارتفاع عدد الإصابات جراء الهجوم الإسرائيلي على البلدة، حيث تم نقل المصابين إلى مستشفيات "المواساة" و"قطنا" و"المجتهد" و"الجولان الوطني". وأكد حسابا أن هذه الحصيلة غير نهائية، وفقًا لما صرح به لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وجاء القصف بعد توغل الجيش الإسرائيلي في البلدة لاعتقال عدد من الشبان، مما أدى إلى اشتباكات بين الأهالي والجيش الإسرائيلي، الذي أعلن عن إصابة ستة من جنوده.
الأمم المتحدة تدين
أدانت الأمم المتحدة وقطر والأردن، وحركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الفلسطينيتان، الهجوم الإسرائيلي على بلدة بيت جن، وطالبت بوقف هذه الانتهاكات. وأدانت نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، نجاة رشدي، التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية بريف دمشق، والذي أدى إلى مقتل مدنيين. وقالت رشدي في بيان نشره مكتبها، إن الغارة الإسرائيلية والغارات التي رافقتها أدت أيضًا إلى نزوح العائلات من بلدة بيت جن، ما أجبرهم على الفرار إلى المناطق المجاورة بحثًا عن الأمان. وأكدت رشدي أن هذه الإجراءات تشكل "انتهاكًا خطيرًا وغير مقبول لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، مما يؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار البيئة الهشة بالفعل". وشددت على التزام الأمم المتحدة الراسخ بسيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، داعية إلى الوقف الفوري لجميع هذه الانتهاكات، وحثت على الالتزام الكامل باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
قطر: ممارسات إسرائيل تفاقم التوتر
أدانت الخارجية القطرية التوغل الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي في ريف دمشق، وما رافقه من قصف أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين، واعتبرت الهجوم "انتهاكًا صارخًا لسيادة سوريا والقانون الدولي والإنساني". وأكدت الخارجية أن استمرار هذه الممارسات الإسرائيلية الخطيرة "يفاقم التوتر ويقوّض جهود إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة"، داعية المجتمع الدولي إلى "تحرك فوري لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين، ومساءلة المسؤولين عنها وفقًا للقانون الدولي".
الأردن: تصعيد استفزازي
أدانت الخارجية الأردنية توغّل القوات الإسرائيلية وقصفها بلدة بيت جن في ريف دمشق، معتبرة ذلك "خرقًا فاضحًا للقانون الدولي، وتصعيدًا استفزازيًا خطيرًا لن يسهم إلا بمزيد من الصراع والتوتر في المنطقة". وأكد الناطق باسم الوزارة، فؤاد المجالي، رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لهذا "العدوان الإسرائيلي السافر" الذي يعد انتهاكًا واضحًا لسيادة دولة عربية، واستهدافًا مباشرًا لحيوات مواطنيها، مشدّدًا على ضرورة وقف جميع الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية على الأراضي السورية. وجدد المجالي التأكيد على وقوف المملكة وتضامنها الكامل مع سوريا وأمنها واستقرارها وسيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها ومواطنيها، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية.
“حماس” و”الجهاد”: المقاومة هي الحل
اعتبرت "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) في بيان أن الهجوم الإسرائيلي على بلدة بيت جن جنوبي سوريا، هو "انتهاك للسيادة السورية، واستمرار لسياسة الانفلات والعربدة التي يمارسها الاحتلال الصهيوني ضد الدول العربية الشقيقة". وقالت الحركة، "نثمّن عاليًا التصدّي البطولي لأهالي بلدة بيت جن للاعتداء الصهيوني، وتكبيدهم العدو خسائر في صفوف جنوده وآلياته". في ذات السياق، اعتبرت حركة "الجهاد الإسلامي"، أن الهجوم الإسرائيلي يؤكد أن الاحتلال "خطر على شعوب أمتنا"، وأنه مصدر عدم الاستقرار والشرور في منطقتنا، ويسعى إلى توسيع رقعة الحروب خدمة لأجندته التوسعية والعدوانية، سواء في فلسطين أو لبنان أو سوريا". وأشادت الحركة بـ"بطولة أبناء بيت جن في التصدي للعدوان الصهيوني، وهو ما يؤكد أن المقاومة وحدها هي السبيل إلى لجم الاحتلال وغطرسته وإفشال أهدافه".
“جريمة متكاملة الأركان”
أدان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، الهجوم الإسرائيلي على بيت جن، في تغريدة على حسابه بمنصة "إكس"، معتبرًا أن استمرار الاعتداءات يشكل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الإقليمي، ويستوجب موقفًا دوليًا حازمًا لوقف هذه الانتهاكات. وقال الشيباني، إن ما جرى في بيت جن هو "جريمة متكاملة الأركان بحق أبناء شعبنا"، مضيفًا أن سوريا تؤكد حقها الكامل في الدفاع عن أرضها وشعبها بكل الوسائل المشروعة وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وزارة الخارجية السورية، حمّلت في بيان، "سلطات الاحتلال الإسرائيلي" المسؤولية الكاملة عن هذا "العدوان الخطير"، وما نجم عنه من ضحايا ودمار، معتبرة أن استمرار هذه "الاعتداءات الإجرامية" يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة ويأتي في سياق "سياسة ممنهجة لزعزعة الأوضاع وفرض واقع عدواني بالقوة".
تشهد بلدة بيت جن في الوقت الحالي حركة نزوح إلى البلدات المجاورة، تزامنًا مع تحليق مكثف للطيران المسيّر الإسرائيلي في سماء البلدة، فيما لا يزال مصابون عالقين تحت الأنقاض الناتجة عن القصف، وفق ما أفاد الناشط فهد محمد عنب بلدي. ودخلت فرق الدفاع المدني السوري وسيارتا إسعاف من مديرية الصحة بريف دمشق بلدة بيت جن لنقل القتلى وإسعاف المصابين جراء القصف الإسرائيلي، وفق ما قالت وكالة "سانا" الرسمية، بعد انتظارها مطولًا على حدود البلدة. وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل، إن المصابون في صفوف الجيش الإسرائيلي هم ضابطان وجندي احتياط أصيبا بجروح بالغة، وجندي احتياط آخر أصيب بجروح متوسطة، وجنديا احتياط أصيبا بجروح طفيفة. الجيش الإسرائيلي، قال في بيان إن قوات من لواء الاحتياط 55 كانت تنفذ عملية اعتقال لعدد ممن سماهم "المشتبه بهم من جماعة إسلامية"، ينشطون في قرية بيت جن جنوبي سوريا. واعتبر الجيش في بيانه، أن المشتبه بهم يقومون بالترويج لـ"مؤامرات إرهابية ضد مواطني دولة إسرائيل".