تشهد الساحة السورية تطورات متسارعة في أعقاب التغيرات السياسية، مع تصاعد ملحوظ في التحركات الإسرائيلية على الحدود. يبدو أن إسرائيل تسعى إلى تعزيز أمنها وتقليل المخاطر المحتملة الناجمة عن الوضع الجديد في سوريا.
منذ بداية الأزمة، عملت إسرائيل على استهداف البنية التحتية العسكرية السورية لمنع وصول الأسلحة المتطورة إلى أي سلطة جديدة. ومع ذلك، لم يمنحها ذلك شعوراً كاملاً بالأمان، بل دفعها إلى التوغل في الأراضي السورية والسيطرة على مناطق جديدة، بهدف إقامة خط دفاعي متقدم لحماية حدودها.
تبرر إسرائيل تحركاتها الأخيرة بحماية الدروز، لكنها تعكس في الواقع قلقاً عميقاً من تحول الوضع في سوريا إلى حالة من الفوضى قد تمتد إلى المنطقة بأسرها. تدرك إسرائيل أن غياب سلطة مركزية قوية في سوريا قد يؤدي إلى انتشار الفوضى، مما يهدد أمنها واستقرار حدودها.
بالإضافة إلى ذلك، تخشى إسرائيل من استمرار توسع الفصائل السورية المختلفة في جنوب دمشق، فضلاً عن خطر عودة ظهور التنظيمات الإرهابية مثل داعش، التي قد تستغل الفوضى لإعادة تنظيم صفوفها.
في هذا السياق، يمكن اعتبار الهجمات الإسرائيلية الأخيرة بالقرب من القصر الرئاسي رسالة واضحة للقوى الإقليمية والداخل السوري، مفادها أن إسرائيل تراقب الوضع عن كثب وتسعى جاهدة للحفاظ على استقرار حدودها.