الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 05:22 PM

تصعيد إسرائيلي في غزة: شهداء في الشجاعية وخانيونس وتقليص المساعدات عبر معبر رفح

تصعيد إسرائيلي في غزة: شهداء في الشجاعية وخانيونس وتقليص المساعدات عبر معبر رفح

يوسف فارس: لا يزال السلوك الميداني والسياسي لإسرائيل يشير إلى أنها لم تغادر بعد مربع الحرب في قطاع غزة. فقد سُجلت، أمس، عدة خروقات ميدانية في مناطق القطاع كافة. قصفت الطائرات المسيّرة الإسرائيلية عدداً من المواطنين الذين حاولوا الوصول إلى منازلهم في حي الشجاعية، ما أسفر عن استشهاد 5 منهم وإصابة آخرين. كما تقدمت آليات الاحتلال إلى المناطق الشرقية لمدينة جباليا البلد، وأطلقت النار على الأهالي النازحين في مخيم حلاوة.

كذلك، استشهد مواطن حاول الوصول إلى منزله في مدينة خانيونس جنوبي القطاع. ويواصل جيش الاحتلال إطلاق القنابل ورصاص القنص في مناطق الشجاعية والزيتون وشرق مخيم جباليا، في أماكن تتجاوز حدود خط الانسحاب الأصفر. ويشير هذا إلى رغبة في إيقاع المزيد من الضحايا، خصوصاً أن العدو يتعمد إطلاق صواريخ من طائرات مسيّرة دون تحذير.

أحمد أبو عمرو، وهو نازح من حي الشجاعية، يقول إن أجزاء كبيرة من الحي يفترض أنها بعيدة عن الخط الأصفر، لكنها فعلياً تحت السيطرة النارية لجيش الاحتلال. وأضاف في حديثه إلى «الأخبار»: «زعم جيش الاحتلال أن عناصر من حماس شكلوا تهديداً للقوات بعد أن اقتربوا من موقع للجيش في تلة السبعين التي تتوسط حي الشجاعية وتشرف على منطقة مفترق الزهراء والبلدة القديمة في غزة، ما يعني أن كل من يتحرك في المدينة سيكون هدفاً لنيران القناصة، بدعوى الاقتراب من موقع للجيش. الشهداء كانوا مدنيين على أطراف الحي، وقتلوا وهم يحاولون رؤية منازلهم».

وعلى الصعيد السياسي والمعيشي، استغلت حكومة الاحتلال تأخر المقاومة في تسليم جثامين الأسرى القتلى لديها بسبب المعوقات الميدانية، وأعلنت نقض أول بنود المرحلة الثانية من خطة وقف الحرب، والمتعلق بمعبر رفح، مقلصة دخول المساعدات الإنسانية إلى نصف عدد الشاحنات المتفق عليها، ومغلقة معبر رفح البري بعد 24 ساعة على فتحه. وقال وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إن «حماس تتلاعب في الالتزام بالاتفاق»، مضيفاً أنه «يجب إعطاء مهلة محددة للحركة لتسليم ما لديها من جثامين، وإلا يجب منع دخول المساعدات فوراً».

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن فصائل المقاومة أبلغت الوسطاء مسبقاً بأنها ستواجه معوقات في العثور على جثامين الجنود الأسرى، بسبب الدمار الكبير الذي تسبب به جيش الاحتلال وتعمده استهداف الأسرى الأحياء. لكن في ساعات المساء، سلمت المقاومة جثامين 4 أسرى إسرائيليين، ليصل عدد الجثامين المسلمة إلى 8. وأكد مصدر مطلع في فصائل المقاومة، لـ«الأخبار»، أن «هناك جثامين لأسرى إسرائيليين اختفت آثارها تماماً، بسبب استخدام جيش الاحتلال أسلحة وقنابل كبيرة جداً في استهداف الأسرى ووحدات الظل الآسرة».

وأشار المصدر إلى أنه في فترات الهدنة السابقة، حاولت فصائل المقاومة العثور على تلك الجثامين، لكن دون جدوى. وتابع: «هناك جثامين تبخرت فعلاً». وأمام تلك المعطيات، يبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار سيصطدم بعقبات كأداء، فيما ستحدد القدرة الأميركية على إلزام إسرائيل ببنوده، مدى قدرته على الصمود.

مشاركة المقال: