الأحد, 15 يونيو 2025 12:42 AM

تصعيد خطير: تبادل الضربات الجوية والصاروخية بين إسرائيل وإيران يهدد المنطقة

تصعيد خطير: تبادل الضربات الجوية والصاروخية بين إسرائيل وإيران يهدد المنطقة

لليوم الثاني على التوالي، تشهد المنطقة تصعيدًا خطيرًا مع تبادل إيران وإسرائيل إطلاق الصواريخ والغارات الجوية في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت. يأتي هذا التصعيد بعد ما وصفته إسرائيل بأنه أكبر هجوم لها على الإطلاق ضد إيران، بهدف منعها من تطوير سلاح نووي.

دوت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس، أكبر مدينتين في إسرائيل، مما أجبر السكان على الاحتماء في الملاجئ مع انطلاق موجات متتالية من الصواريخ الإيرانية. وأكد الجيش الإسرائيلي، وفقًا لوكالة "رويترز"، أن أنظمة الدفاع الجوي تعمل على اعتراض هذه الصواريخ.

وأضاف الجيش الإسرائيلي: "في الساعة الأخيرة، تم إطلاق عشرات الصواريخ على دولة إسرائيل من إيران، وتم اعتراض بعضها." وأشار إلى أن فرق الإنقاذ تعمل في مواقع مختلفة في جميع أنحاء البلاد، حيث وردت أنباء عن سقوط قذائف، دون الإدلاء بتفاصيل حول الإصابات أو الخسائر في الأرواح.

في إيران، ذكرت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية أنه سُمع دوي عدة انفجارات في العاصمة طهران. وأفادت وكالة فارس للأنباء أن صاروخين أصابا مطار مهر أباد في طهران، بينما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن حرائق اندلعت هناك. يقع المطار بالقرب من مواقع قيادية إيرانية رئيسية ويضم قاعدة للقوات الجوية تحتوي على مقاتلات وطائرات نقل.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن ما يُعتقد أنه صاروخ سقط في تل أبيب، وسمع شاهد من "رويترز" دوي انفجار قوي في القدس. لم يتضح بعد ما إذا كانت الضربات الإيرانية أو الإجراءات الدفاعية الإسرائيلية وراء هذا النشاط.

نقلت وسائل إعلام عن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تأكيده أن "قواتنا مستمرة في تنفيذ هجمات على إيران واستهداف مواقع استراتيجية وفقًا لخطط معدة مسبقًا." في المقابل، ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن طهران شنت موجات من الغارات الجوية يوم السبت بعد إطلاق موجتين ليل الجمعة. وأفاد شهود بأن إحدى هذه الموجات استهدفت تل أبيب فجر يوم السبت، حيث سُمع دوي انفجارات في العاصمة والقدس.

جاءت هذه الغارات ردًا على الهجمات الإسرائيلية على إيران في وقت مبكر يوم الجمعة، والتي استهدفت قادة وعلماء نوويين وأهدافًا عسكرية ومواقع نووية. وتنفي إيران أن تكون أنشطتها لتخصيب اليورانيوم جزءًا من برنامج أسلحة سري.

في وسط تل أبيب، تضرر مبنى شاهق، بينما دُمر مبنى سكني في مدينة رامات جان المجاورة. وأفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية بإصابة 34 شخصًا يوم الجمعة في منطقة تل أبيب، معظمهم بإصابات طفيفة. وأعلنت الشرطة لاحقًا عن وفاة شخص واحد. في حين ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن 3 قتلى سقطوا وأصيب 64 آخرين إثر 5 دفعات من الصواريخ الإيرانية التي أطلقت على إسرائيل.

وقال مسؤولان أمريكيان إن الجيش الأمريكي ساعد في إسقاط صواريخ إيرانية كانت متجهة إلى إسرائيل يوم الجمعة. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن إيران أطلقت أقل من 100 صاروخ يوم الجمعة، وإنه تم اعتراض معظمها، وقد أصيب عدد من المباني في تل أبيب ومحيطها.

بدأت المواجهة بين إسرائيل وإيران فجر الجمعة بهجوم عنيف شنّته الأولى على البنية التحتية النووية والعسكرية لإيران، مستخدمة طائرات حربية ومسيّرات تم تهريبها إلى داخل إيران. واستهدف الهجوم الإسرائيلي كبار جنرالات «الحرس الثوري» وعلماء بارزين في البرنامج النووي.

وتحدثت وسائل إعلام إيرانية وشهود عن وقوع انفجارات ضخمة، بما في ذلك ضربات في منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، بينما سُمع دوي انفجارين قويين في منطقة موقع فوردو النووي في قم، جنوب طهران. وأشارت إلى ضربات في أكثر من 40 موقعًا عسكريًّا، كان أبرزها مقر قيادة «الحرس الثوري» ومقر هيئة الأركان في شرق طهران.

وسجّلت إيران واحدة من أكبر خسائرها على مستوى القيادة العسكرية والعلماء النوويين أمس، إذ سقط جنرالات كبار، على رأسهم رئيس الأركان محمد باقري، وقائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، والعقل المدبر للبرنامج الصاروخي أمير علي حاجي زاده، وقائد العمليات الإيرانية غلام علي رشيد، في حين تباينت الردود بشأن مصير إسماعيل قاآني، قائد «فيلق القدس». كما طالت الضربات 6 علماء نوويين في مقرّ إقامتهم، أبرزهم فريدون عباسي، رئيس «هيئة الطاقة الذرية» الإيرانية في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

أثارت الضربات الإسرائيلية على إيران طوال يوم الجمعة والرد الإيراني عليها مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً، على الرغم من أن إسرائيل قضت على الكثير من قدرات اثنين من أكبر حلفاء إيران في المنطقة هما حركة “حماس” في غزة وميليشيا “حزب الله” في لبنان.

مشاركة المقال: