الخميس, 12 يونيو 2025 07:35 PM

تظاهرات لوس أنجلوس: هل يستغلها ترامب لتعزيز شعبيته؟

تظاهرات لوس أنجلوس: هل يستغلها ترامب لتعزيز شعبيته؟

الفرصة هي الوجه الآخر للتحدي. يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب واحدة من أكبر مشاكله الداخلية منذ بداية ولايته الثانية، حيث تنتشر منذ الجمعة تظاهرات واسعة في لوس أنجلوس اعتراضاً على إجراءاته لمكافحة الهجرة غير الشرعية. ويسعى ترامب لتحويل هذه المشكلة إلى فرصة لصالحه.

قام البيت الأبيض بتعبئة قوات "المارينز" لمساعدة الحرس الوطني في الدفاع عن المباني الفيدرالية، بالرغم من أن السلطات المحلية لم تعرب عن حاجتها لذلك. وهدد ترامب بدعم اعتقال حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم لاحتمال عرقلة إجراءاته، بينما تقاضي الولاية الرئيس بسبب نشره نحو ألفي عنصر من الحرس الوطني لإخماد التظاهرات.

نقلت شبكة "إن بي سي" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله "إننا سعداء للحصول على هذا القتال". معتبراً أن هذه القضية رابحة سياسياً وإعلامياً، وتمثل فرصة تلفزيونية وطنية. وأشار مسؤول آخر إلى أن ما يفعله ترامب هو ما صوّت له الناخبون.

وذكرت شبكة "سي إن إن" أن التظاهرات تبدو منقسمة إلى مجموعات منفصلة تضم مواطنين تقدميين شعروا بضرورة الدفاع عن حقوق المهاجرين، ومن جهة أخرى متظاهرين مصممين على جر المدينة إلى فوضى عنيفة. ووصف مسؤول إنفاذ بارز بعض هؤلاء المتظاهرين بأنهم "مثيرو شغب محترفون".

يبقى نشر قوات عسكرية للتعامل مع متظاهرين أمراً نادراً في الولايات المتحدة. وكما كتبت ساره أبرامسكي في مجلة "ذا نايشون" الليبرالية، نشر رؤساء سابقون هذه القوات في حالات مماثلة، لكن بمباركة من حاكم الولاية، أو للدفاع عن حقوق مدنية. وترى أن الهدف من نشر تلك القوات كان توسيع الديموقراطية لا تقويضها.

بالمقابل، أظهر استطلاع حديث لـ "سي بي إس" أن 54 في المئة من الأميركيين أيدوا برامج الترحيل التي أعلنتها الإدارة، وقال 42 في المئة منهم إن تلك الخطوة تجعل البلاد أكثر أمناً. لكن الاستطلاع انتهى مع بداية التظاهرات تقريباً. وقد يستطيع الديموقراطيون قلب الطاولة على ترامب عبر استغلال قراره نشر قوات لقمع المتظاهرين وتأييده اعتقال حاكم أكبر ولاية في البلاد. ومع ذلك، لن تكون مهمتهم سهلة إذا استمر قسم من المحتجين بمهاجمة رجال الأمن والمباني الفيدرالية.

تواجه الديموقراطيين صعوبة في قمع المخربين، وهذا باعتراف الصحيفة الليبرالية "لوس أنجليس تايمز". ففي تقريرها، قابلت الصحيفة عدداً من المواطنين الخائفين من أعمال التخريب، بالرغم من أن آخرين قرروا المشاركة في التظاهرات.

قواعد اللعبة صعبة على الطرفين. لا يريد الليبراليون أن يبدوا كمحرضين أو عاجزين عن حماية أمن المدينة، خصوصاً أن عمدتها كارن باس واجهت قبل أشهر حرائق واسعة النطاق. ولا يريد ترامب أن يطلق نشره للقوات نتيجة عكسية، إذ يقول البعض إن هذه الخطوة تخاطر بتأجيج التظاهرات لا بإخمادها.

بالتالي، يسير الرئيس ومعارضوه على حبل مشدود. لكن مسار ترامب أسهل نسبياً. فبحسب ما قاله الأستاذ الجامعي ومدير "مركز توماس ودوروثي ليفي لدراسة لوس أنجليس" فيرناندو غيرا، لا يزال الرئيس يمتلك سردية الحدث، ولو على المستوى الوطني لا المحلي.

مشاركة المقال: