الأربعاء, 29 أكتوبر 2025 11:27 PM

تفاصيل جديدة حول اختفاء أوستن تايس: مستشار الأسد السابق يتهم الأسد بإعدامه

تفاصيل جديدة حول اختفاء أوستن تايس: مستشار الأسد السابق يتهم الأسد بإعدامه

كشفت شبكة CNN الأمريكية عن تفاصيل جديدة في قضية اختفاء الصحفي الأمريكي أوستن تايس في سوريا عام 2012، وذلك بعد مرور أكثر من عقد على اختفائه والغموض الذي يحيط بمصيره. جاء ذلك في تقرير استقصائي موسع استند إلى شهادات مسؤولين سوريين سابقين ومحققين دوليين.

وذكرت الوكالة أن فريقًا بقيادة مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وصل إلى العاصمة السورية دمشق في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024، بهدف البحث عن أدلة تتعلق بمكان احتجاز تايس أو رفاته. زار الفريق مواقع عسكرية في جبل قاسيون، بما في ذلك منشأة المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية، حيث يُعتقد أنه احتُجز فيها لفترة.

إلا أن العملية توقفت فجأة بعد هجوم إسرائيلي استهدف المنطقة في اليوم الثالث من المهمة. وأوضحت CNN أن المعلومات التي دفعت الجانب الأمريكي لإطلاق عملية البحث جاءت من بسام الحسن، المستشار السابق لبشار الأسد، والذي كان من بين الشخصيات الأمنية البارزة التي أشرفت على ملف احتجاز تايس عام 2012.

وبحسب التقرير، استجوب فريق من الـFBI الحسن في بيروت خلال أبريل/نيسان الماضي، بعد فراره من سوريا إلى إيران ثم إلى لبنان عقب انهيار النظام. وفي لقاء لاحق مع فريق CNN في بيروت، صرح الحسن بأن الأسد هو من أصدر أمر إعدام تايس عام 2013. وأضاف الحسن، الذي سُجلت تصريحاته بكاميرات خفية: "بالتأكيد، أوستن مات. بشار الأسد أمر بإعدامه، وأنا سلمت الأمر إلى أحد مرؤوسي لتنفيذه".

كما قال: "لا أريد حماية بشار، لقد تخلى عنا وتركنا. ولا أريد حماية روسيا أو إيران، فهذه القضية تتعلق بالرئيس فقط". وأكدت الوكالة أن الحسن فشل في اختبار كشف الكذب الذي أجراه الـFBI، لكن المحققين اعتبروا أقواله مؤشرًا مهمًا أعاد إحياء الملف داخل الأجهزة الأمريكية.

وتشير شهادات جمعتها CNN من ضباط سابقين إلى أن تايس احتُجز في موقع يُعرف باسم "الطاحونة"، وهو مقر تابع للحرس الجمهوري السوري في محيط جبل قاسيون، وكان يُستخدم كمركز احتجاز غير رسمي للجنود والمعتقلين السياسيين. وقال الضابط السابق غسان نصور، الذي كان يقود المقر حينها، في مقابلة عبر الهاتف من الإمارات: "لم يكن هذا سجنًا رسميًا، بل منشأة احتجاز قصيرة الأمد. لم نكن نعلم هوية السجين الأمريكي، ولم يُسمح لأحد بالتحدث معه".

كما روى جندي سابق خدم في مكتب الحسن أن "جميع من في الطاحونة كانوا يعلمون بوجود سجين مهم، لكن لم يكن أحد يعرف من هو"، مضيفًا أنه لم يعلم أن السجين هو تايس إلا بعد إعلان تفاصيل قضيته عام 2025.

أوستن تايس، الضابط السابق في سلاح مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، دخل سوريا عام 2012 لتغطية الأحداث التي شهدتها البلاد مع تصاعد الصراع المسلح. عمل تايس مع كبرى وسائل الإعلام الأمريكية مثل واشنطن بوست وماكلاتشي، وغطى من مناطق سيطرة المعارضة خصوصًا في داريا بريف دمشق، قبل أن يُفقد الاتصال به منتصف أغسطس/آب من العام نفسه، بينما كان يستعد للانتقال إلى لبنان.

مشاركة المقال: