السبت, 18 أكتوبر 2025 04:24 PM

تفاقم أزمة الفقر: تغير المناخ يهدد حياة 900 مليون شخص حول العالم

تفاقم أزمة الفقر: تغير المناخ يهدد حياة 900 مليون شخص حول العالم

حذرت الأمم المتحدة يوم الجمعة من أن حوالي 80% من فقراء العالم، أي ما يقرب من 900 مليون شخص، يواجهون مخاطر مناخية مباشرة تتفاقم بسبب الاحترار العالمي.

أكد القائم بأعمال رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، هاولينغ شو، على أن "لا أحد بمنأى عن الآثار المتزايدة الشدة والمتكررة لتغير المناخ، لكن أفقرنا هم الأكثر تضرراً" من هذه التبعات، بما في ذلك موجات الحر والجفاف والفيضانات.

وفي بيان مكتوب لوكالة فرانس برس، صرح شو بأن "مؤتمر الأطراف الثلاثين في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب30) في البرازيل في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، يجب أن يكون فرصة لقادة العالم لاعتبار العمل المناخي عملاً ضد الفقر".

ينشر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز أبحاث مبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية (OPHI) المؤشر العالمي السنوي للفقر المتعدد الأبعاد، والذي يشمل بيانات من 109 دول تضم 6,3 مليارات نسمة.

يأخذ هذا المؤشر في الاعتبار عوامل مثل سوء التغذية ووفيات الرضّع، بالإضافة إلى نقص السكن اللائق وشبكات الصرف الصحي والكهرباء وفرص التعليم.

أظهرت النتائج أن 1,1 مليار شخص كانوا يعيشون في فقر متعدد الأبعاد "حاد" عام 2024، نصفهم من القُصّر.

تعكس هذه الأرقام اتجاهاً نحو الركود في هذا الفقر المتعدد الأبعاد، ويجسد التقرير ذلك من خلال عرض حالة عائلة رجل يدعى ريكاردو، الذي ينتمي إلى جماعة غواراني للسكان الأصليين، ويعيش في سانتا كروز دي لا سييرا ببوليفيا مع زوجته وأطفاله الثلاثة ووالديه وشقيقته المطلقة وأطفالها. يبلغ إجمالي عدد أفراد الأسرة 19 شخصاً، ويعيشون في منزل صغير واحد به حمام واحد، مع دخل محدود ومطبخ يُشغّل بالحطب والفحم، فيما لا يتلقى أيّ من أطفال العائلة تعليما في المدرسة.

تتأثر منطقتان بشكل خاص بهذا الفقر، وهما إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (565 مليون فقير) وجنوب آسيا (390 مليون)، وهما منطقتان معرضتان بشدة لآثار تغير المناخ.

قبل أسابيع قليلة من مؤتمر الأطراف الثلاثين، سعى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية هذا العام إلى تسليط الضوء على "التداخل" بين هذا الفقر والتعرض لأربعة مخاطر بيئية هي الحرارة الشديدة (30 يوما على الأقل تتجاوز فيها درجة الحرارة 35 درجة مئوية) والجفاف والفيضانات وتلوث الهواء (تركيز الجسيمات الدقيقة).

أوضح التقرير أن 78,8% من هؤلاء السكان الفقراء (887 مليون شخص) يتعرضون بشكل مباشر لواحد على الأقل من هذه التهديدات، تتصدرها الحرارة الشديدة (608 ملايين) ثم التلوث (577 مليونا) والفيضانات (465 مليونا) والجفاف (207 ملايين شخص).

يتعرض 651 مليون شخص لاثنين على الأقل من المخاطر، و309 ملايين لثلاثة أو أربعة مخاطر، وقد واجه 11 مليونا المخاطر الأربعة كلها في عام واحد.

يؤكد التقرير أن "تزامن الفقر مع مخاطر المناخ يمثّل مشكلة عالمية بلا شك".

يُهدد تزايد الظواهر الجوية المتطرفة تقدم التنمية. على سبيل المثال، أثبتت منطقة جنوب آسيا "نجاحها" في مكافحة الفقر، ولكن مع تعرض 99,1% من سكانها الفقراء لخطر مناخي واحد على الأقل، يجب على المنطقة "أن ترسم مسارا جديدا يُوازن بين الحد من الفقر بشكل حازم والعمل المناخي المبتكر".

من المرجح أن يزداد الوضع سوءا في وقت باتت معدلات الحرارة العالمية الحالية أعلى بحوالى 1,4 درجة مئوية مما كانت عليه في القرن التاسع عشر. وتشير التوقعات على سبيل المثال إلى أن أفقر دول العالم اليوم ستكون الأكثر تضرراً من ارتفاع درجات الحرارة.

يشير التقرير إلى أنه "في مواجهة هذه الضغوط المتداخلة، يجب أن نعطي الأولوية للناس والكوكب في آن، وأن ننتقل قبل كل شيء من مجرد الوصف إلى اتخاذ إجراءات سريعة".

وبحسب التقرير، "من شأن مواءمة جهود الحد من الفقر وخفض الانبعاثات والتكيف مع الآثار السلبية واستعادة النظم البيئية أن تتيح ظهور مجتمعات مرنة وتطورها، من دون إهمال أحد، خصوصا أولئك الذين يعيشون في أكثر المناطق عرضة للتغير المناخي في العالم".

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: