الثلاثاء, 16 سبتمبر 2025 02:05 PM

تقرير استخباراتي يحذر السوداني: هل يكون العراق الهدف التالي لإسرائيل بعد قطر؟

تقرير استخباراتي يحذر السوداني: هل يكون العراق الهدف التالي لإسرائيل بعد قطر؟

كشفت مصادر مطلعة في لجنة الأمن والدفاع النيابية أن أجهزة الاستخبارات العراقية والأمن الوطني قدمت إلى القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، خلال اجتماع أمني رفيع المستوى، تقريراً مفصلاً يحذر من احتمال تحول الساحة العراقية إلى هدف تصعيدي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

تشير التقديرات الاستخباراتية العراقية إلى أن تل أبيب تدرس فتح جبهة جديدة في المنطقة، مع اعتبار العراق أحد أبرز المرشحين المحتملين لذلك.

أوضح التقرير الأمني أن إسرائيل تعتبر العراق مركز النشاط الأبرز لإيران، بعد فقدان الأخيرة نفوذها العسكري المباشر في سوريا. وبحسب التقرير، أصبحت بغداد تشكل "العمق الاستراتيجي لحزب الله اللبناني"، مما يجعلها هدفاً محتملاً في أي مواجهة إقليمية مستقبلية.

في سياق متصل، بدأت الحكومة العراقية خطوات عملية لبناء منظومة دفاع جوي حديثة لتعزيز قدرة البلاد على التصدي لأي خرق محتمل لأجوائها. وتزامن ذلك مع نشاط دبلوماسي متزايد بقيادة السوداني، والذي كان آخره في الدوحة، حيث أطلق رسائل واضحة ترفض الاعتداءات الإسرائيلية وتدعو إلى تنسيق عربي ـ إسلامي لمواجهتها.

ترى الباحثة في الشأن السياسي، سهاد الشمري، المقربة من دوائر القرار الحكومي، أن التلويح الإسرائيلي باستهداف العراق يصطدم بالاتفاق الأمني القائم بين بغداد وواشنطن، والذي يضع العراق في خانة "الحليف" لا "الخصم". وتضيف أن السوداني يدير علاقاته الخارجية بحذر وهدوء، بما يضمن حماية الموقف العراقي من الانزلاق إلى مواجهة مباشرة، مشيرة إلى وجود حوار عراقي – أميركي جاد لإبعاد الساحة العراقية عن أي تصعيد.

من جانبه، يشير قيادي في "ائتلاف الإعمار والتنمية"، المدعوم من السوداني، إلى أن الرسائل التي أطلقها السوداني من الدوحة كانت بمثابة إعلان موقف واضح: العراق لن يكون منصة للاعتداءات، ولن يسمح بأن يتحول إلى ساحة لتصفية حسابات، بل يسعى لتوحيد الموقف العربي ـ الإسلامي في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.

ويعتبر أن مبادرة السوداني لبناء تحالف عربي ـ إسلامي ضد الاحتلال "خطوة جريئة" تضع بغداد في قلب معادلة إقليمية جديدة، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء يتعامل مع التهديدات الإسرائيلية من موقع المسؤولية، لا من موقع رد الفعل، معتمداً على اتصالات إقليمية ودولية واسعة.

على الرغم من أن البعض يرى أن احتمالات استهداف العراق قائمة في أي لحظة، يعتقد آخرون أن هذا البلد قد يكون أكثر حصانة بفضل موقعه ومصالح الأطراف الدولية فيه. وعلى أي حال، تواجه بغداد اختباراً بالغ الحساسية بشأن آلية حماية نفسها من تهديدات إسرائيلية متصاعدة، من دون الانزلاق إلى الحرب، ومن دون خسارة علاقاتها المتوازنة مع واشنطن وطهران في آن.

يحذر السياسي العراقي ورئيس جبهة "المنقذون"، محمد توفيق علاوي، من وجود تهديدات فعلية تمس العراق بشكل مباشر، مشيراً إلى أن إسرائيل قد تقدم على اعتداءات ضد البلاد في أي لحظة، خصوصاً مع غياب موقف عربي موحد في مواجهة هذا العدو. ويعتقد أن الخطر على العراق لا يأتي فقط من الخارج، بل أيضاً من الداخل، حيث يظل الانقسام السياسي والطائفي عاملاً مضاعفاً للأزمة، وأن الطائفية قد تكون بتداعياتها أخطر من التهديد الإسرائيلي نفسه، لأنها تضعف الموقف الوطني وتفتح الباب أمام التدخلات الخارجية.

مشاركة المقال: