أكدت منظمة أكليد الدولية المستقلة لتتبع النزاعات المسلحة أن المدنيين في غزة يمثلون هدفاً رئيسياً ومباشراً لإسرائيل في عملياتها العسكرية. وأوضحت المنظمة، ومقرها لندن، في تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، أن 15 من كل 16 فلسطينياً قتلتهم القوات الإسرائيلية منذ آذار عام 2025 هم مدنيون، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وبينت المنظمة أن هذه النسبة تعكس ارتفاعاً غير مسبوق في عدد الضحايا المدنيين منذ بدء التصعيد العسكري الإسرائيلي في 18 آذار الماضي، حيث بلغ عدد الضحايا 12622 فلسطينياً، وأصيب نحو 54 ألفاً، وفقاً لوزارة الصحة في غزة. ولم يتم تحديد أعداد الضحايا بدقة في مدينة غزة وحدها.
وأشارت منظمة أكليد إلى أن معدل الضحايا المدنيين هو الأعلى منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة قبل نحو عامين. وذكرت أن القوات الإسرائيلية نفذت أكثر من 3500 غارة جوية على القطاع خلال الأشهر الستة الماضية، ما أسفر عن مقتل ما يزيد على 9500 شخص، معظمهم من المدنيين، بالإضافة إلى اغتيال ما لا يقل عن 40 عنصراً بارزاً في حركة حماس.
كما لفتت المنظمة إلى أن معدل تدمير المباني في غزة ارتفع بشكل ملحوظ منذ آذار الماضي. فخلال الفترة بين 11 آب و 13 أيلول الجاري، دمرت إسرائيل كلياً أو جزئياً أكثر من 3600 مبنى وبرج في مدينة غزة، إضافة إلى نحو 13 ألف خيمة تؤوي نازحين.
وتشير تقديرات المنظمة إلى وجود نحو 10 آلاف جثة مدفونة تحت الأنقاض، إضافة إلى آلاف المفقودين، وأن عدداً من الجثث احترقت بحيث تعذر تشخيصها.
وفي سياق متصل، وفي الوقت الذي فشل فيه مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع قرار يطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض “الفيتو” أمس الأول، أكدت لجنة التحقيق الدولية أن إسرائيل ارتكبت ولا تزال ترتكب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ أكثر من 23 شهراً.