الأربعاء, 13 أغسطس 2025 05:03 PM

تقرير يكشف تفاصيل عملية استخباراتية إسرائيلية ضخمة داخل إيران: تجنيد وتدريب وتخريب

تقرير يكشف تفاصيل عملية استخباراتية إسرائيلية ضخمة داخل إيران: تجنيد وتدريب وتخريب

كشف تقرير أعده عشرة من كبار المسؤولين الاستخباراتيين الإسرائيليين، الحاليين والسابقين، عن تفاصيل عملية معقدة نفذها جهاز “الموساد” داخل العمق الإيراني. العملية، التي شارك فيها إيرانيون من قوميات مختلفة إلى جانب متسللين من دول مجاورة، استهدفت البنية التحتية النووية الإيرانية.

وبحسب التقرير، ضمّت القوة المتسللة عناصر من العرب الأحوازيين والأكراد والبلوش والآذريين، إضافة إلى مجموعات عرقية أخرى. جرى استقطاب هذه العناصر على مدار سنوات عبر مزيج من الإغراءات والضغوط، مثل العلاج الطبي لأسر المتعاونين أو منحهم فرصاً للدراسة في جامعات غربية. وفي حالات الرفض، كان يُلجأ إلى التهديد أو الابتزاز.

التقرير، الذي أعده الصحفيان الإسرائيليان المتخصصان في شؤون الأمن والاستخبارات، يوسي ميلمان ودان رافيف، أشار إلى أن العملية جرت بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية–الإيرانية التي استمرت 12 يوماً، في وقت كانت فيه أنظار العالم مركزة على المواجهة في غزة وتداعياتها الإنسانية.

خلال تلك الفترة، نفّذ “الموساد” عملية نوعية أطلق عليها الاسم الرمزي “طلوع الأسود”، استهدفت البنية التحتية النووية الإيرانية، ونُفّذت بدعم جوي مباشر، لتصبح واحدة من أجرأ العمليات الاستخباراتية والعسكرية في العقود الأخيرة.

فجر 13 يونيو: ساعة الصفر

في الثالثة فجراً من 13 يونيو (حزيران) الماضي، انطلق هجوم منسق شمل 70 عنصراً من قوات الكوماندوس المدرّبة على يد “الموساد”، توزّعوا بين طهران وأصفهان وسمنان.

الهدف كان تدمير منظومات الدفاع الجوي، ومنصات إطلاق الصواريخ الباليستية، ومراكز القيادة الإيرانية. الهجوم نُفّذ باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ دقيقة التوجيه، اعتماداً على معلومات استخباراتية محدثة.

وفي اليوم التالي، تبعته موجة ثانية بدعم عناصر محلية وتعزيزات عبر دول مجاورة، بهيكلية تكتيكية شبيهة بعمليات الموساد ضد “حزب الله” عام 2023.

شبكة التهريب والتدريب

اعتمد “الموساد” على شبكة تهريب إقليمية تشمل سبع دول، استخدمت لنقل الوقود والأدوية والمعدات الإلكترونية والأسلحة. كما جرى تدريب المجموعات المهاجمة في دول مثل أرمينيا وأذربيجان والهند وتايلاند، إضافة إلى تدريبات داخل إسرائيل على نماذج تحاكي الأهداف الإيرانية.

الهدف الأبرز: منشأة فوردو

المنشأة النووية في فوردو، المحصنة بعمق 90 متراً داخل جبل، كانت الهدف الأهم. الخطة الأولية كانت التسلل إليها وتفجير أجهزة الطرد المركزي وسرقة اليورانيوم المخصب، لكن رئيس “الموساد” ديفيد بارنيا رفض ذلك لخطورة المهمة، مفضلاً الاعتماد على التعاون المستقبلي مع إدارة ترامب إذا فاز بانتخابات نوفمبر 2024.

نتائج وتداعيات

خلال الساعات الأولى، دمّرت القوات الإسرائيلية أنظمة الدفاع الجوي حول طهران، واستهدفت منصات إطلاق الصواريخ، ما أربك رد الحرس الثوري. كما قُتل 11 عالماً نووياً بعد قصف غرف نومهم بصواريخ موجهة.

بعد أيام، ردت إيران بوابل من الصواريخ، اعترضت الدفاعات الإسرائيلية معظمها، فيما أسفرت الضربات عن مقتل 30 مدنياً وخسائر تجاوزت 12 مليار دولار.

ترامب أعلن أن الضربة دمّرت برنامج إيران النووي، بينما حذر خبراء إسرائيليون وأمريكيون من أن طهران قد تعيد بناء قدراتها خلال عامين، وأن العملية قد تزيد من إصرارها على امتلاك السلاح النووي.

اندبندت عربية

مشاركة المقال: